عن هجوم المركزي وتعدد نوافذ المصائب

أحمد عثمان
السبت ، ١٥ فبراير ٢٠١٤ الساعة ١١:٠١ صباحاً
قهرونا بالهجوم على السجن المركزي، الله يقهرهم ورحمة الله على الشهداء من رجال الأمن .. وكعادتهم دائماً يحاولون أن يعكروا أي فرحة أو أي موقف إيجابي حتى مجرد خطاب رئاسي، فلا بد من عمل إجرامي يصاحبه وبعده مباشرة على شكل ضرب كهرباء أو قتل جنود أو هجوم على منشأة عامة..الهجوم على السجن المركزي جاء والشعب في قمة زخمه الفرائحي بالثورة الشعبية يمسح كل أوهام الصغار بالعودة إلى الماضي، وهي فرحة مستمرة مصحوبة بإرادة شعبية على تحقيق الأهداف مهما كانت المعيقات .. الهجوم مشابه بأسلوبه لحادثة العرضي مع الفارق أن هدفهم هذه المرة واضح إذا اعتبرنا فرار المساجين هو الهدف..دعونا من المزايدات واقتناص الفرص للهجوم على البعض لتحقيق مآرب صغيرة .. نحن أمام وطن يتعرض لمخاطر وعلينا أن نكون أمناء في الدفاع عنه بعيداً عن استغلال أوجاعه لتصفية حسابات سياسية خاصة، هذه أسوأ من الهجوم نفسه ومكملة له..ثم علينا أن نقول إن هناك مسؤولية على الأجهزة الأمنية وتقصيراً ولابد أن يعيدوا حساباتهم وهي مسؤولية تتحملها كل الأجهزة الأمنية المفترض أنها تتكامل من وزارة الداخلية إلى الأمن السياسي والأمن القومي كمنظومة أمنية متكاملة .. فالمعلومة هي السلاح الدفاعي الأهم التي تتلافى هذه الكوارث ثم سرعة التعامل مع الحدث لإحباط المحاولات عند وقوعها وتفويت تحقيق الأهداف.. يبقى الآن السؤال وهو: أين ذهب الفارون؟، هم بلا شك فروا إلى المدينة ولم يطيروا إلى الصحراء ونأمل أن يقبض عليهم أو على بعضهم على الأقل ..ثم إن المعركة تمت مباشرة ومن أماكن وبيوت مجاورة ما يعني أن هناك غفلة وتقصيراً وأيضاً هناك تغطية وتعاون ولولا هذه التغطية لما تمت العملية بهذا الشكل وبين هذا وذاك المعلومات التي امتلكوها عن التواجد وزوايا المكان وتحديد الجهة التي ضرب منها السور لتهريب السجناء ..والحملة الإعلامية التي صاحبت الحدث وعملت على التوجيه والإرباك، بعضها تحدثت عن هجوم في المطار وهجوم في جهات أخرى وانتشار مليشيات والتركيز على سجناء الثورة.. هناك من صرح أثناء العملية أن الهجوم جاء لتهريب سجناء الثورة الذين يطالب الثوار بإطلاق سراحهم ونسوا أن الثوار سلميون وسلاحهم سلمي وهم يهتفون كشعب وليس كعصابات عنف، كل هذا الارباك الإعلامي المواكب للحدث عمل على إرباك الجهات المسؤولة المربوكة أصلاً وإبعاد الأنظار عن الأهداف الحقيقية لتبدو هنا كجزء من الهجوم بغض النظر عن النوايا.. هناك تداخل متعدد الجهات مع كل عملية من هذا النوع المؤسف، هذا التداخل الذي يعمل بكل أطرافه لتحقيق الفوضى حتى لولم يكن هناك ارتباط عضوي يساعد في تنفيذ الجريمة والإخلال بالأمن وهو ما يقتضي التعامل مع كل هذه الأطراف المربكة بنفس الحزم إذا أردتم أن تضبطوا مسار الأمن الذي تعدد مربكوه ومستهدفوه خاصة مع كل نجاح أوبوادر نجاح للانتقال للدولة المدنية وإنجاح الانتقال السلمي . 
أعتقد أن الجهة المسؤولة مطالبة بالكشف عن المجرمين ومعاقبتهم، هذه مسؤوليتها، كما أن على الدولة بكل أطرافها الإسراع في الانتقال لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ابتداء بالدستور وانتهاء باستكمال شكل الدولة المدنية بكل صورها ..لأنهم يضربون اليمن تحت الحزام من أجل إعاقة انتقاله إلى حالة الدولة المستقرة ونتحمل نحن كشعب كل المواجع من أجل أن نخرج بهذه الدولة والدستور وكل ما يخرج اليمن إلى بر الأمان وبين هذا وذاك يبقى مع كل إخفاق هناك قصور وفشل من الأجهزة المسؤولة يجب أن ينتهي وأن يحاسب أطرافه، فالأمر يحتاج إلى تشمير وحزم ومن الحزم تأتي سرعة تطهير هذه الأجهزة من بؤر الشبهات والأماكن الرخوة التي يدخل منها ريح المصائب والأبواب التي يأتيك منها ريح الموت سدها واستريح.. فلا أحد يؤجل قضايا الحياة والموت أبداً. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي