عن منجزات ثورة فبراير

أحمد عثمان
الثلاثاء ، ١١ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٤:١٤ مساءً
ثلاث سنوات مرّت وماذا تحقق من أهداف ثورة 11فبراير.. يتساءل الجميع تقريبا؟، الحقيقة إن الوقت ليس وقت السؤال ولا وقت التقييم، لأن الثورة لم تنتهِ ولم تكتمل، ليس لأنها عاجزة أو فاشلة، بل لأنها عميقة والأهداف كبيرة، فهي تُريد أن تُنهي قروناً من التخلّف والاستبداد واستغلال القلة للكثرة، ومع هذا فهناك منجزات كبيرة تحققت وعربة الثورة سائرة إلى الأمام لتحقيق الإنجاز الحضاري بدولة مدنية قوية وحكم رشيد.. ثورة فبراير نسفت ثقافة السلبية و أحيت في الشعب المسؤولية والإيجابية لحماية السلطة والثروة باعتبارها حقاً للشعب وليس لمن يسيطر على الحكم إنها نقلت القوة والقرار من القصر إلى الشارع، ومن هنا تأتي أهمية بقاء الشارع متأهباً وحاضراً في كل مرحلة حتى لا يتسلل اللصوص.. أنهت الثورة فكرة السيطرة على الحكم بالقوة ومن يفكّر بهذا الأسلوب إنما يعبّر عن تخلُّفه ويباشر بالانتحار، فلم يعد مجالاً للحكم بالعنف والقوة بعد الثورة.. الثورة أنجزت ورقة الحوار الوطني وهذا منجز كبير لم يحدث في التاريخ أن اتفق الشعب اليمني على قواعد لبناء دولة مدنية بالحوار.. كان أعداء الثورة يراهنون على اختلاف القوى المتحاورة والكثير يرى هذا الاتفاق منجزاً يُشبه المعجزة ويبشّر بمستقبل أكثر نجاحاً وهذا يفسّر كل هذه الهستيريا والجنون من قبل الثورة المضاده التي تحاول إيقاف عجلة التغيير مرة بالعنف، وأخرى بالفوضى وتقمّص ثياب الثورة وإنقاذ الثورة وماشابه من البؤس، وكلّها عناوين معروفة للمشاريع الصغيرة، الأسرية والسلالية ولا بأس من الاستعانة بـ «شُقاة» اليومية على قارعة الثورة المتساقطين على جنبات الوعي الجماهيري واللهب الثوري. 
ينطلق اليمنيون بقارب الثورة لبناء دولة تتخلّص من عيوب المركزية التي قتلت الشعب.. الأقاليم الاتحادية تحت سقف الوحدة بجيش واحد وثروة واحدة وعلم واحد وتبقى خصوصيات الأقاليم تأخذ مساحة من الحكم اللا مركزي تتنافس إيجابياً وتتكامل، وحق المواطنة مكفول للمواطن اليمني، وحق التملّك في أي مكان. 
  حققت الثورة الشعبية منجز تحرير موقع رئيس الجمهورية من المناطقية وأصبح حقاً لكلّ يمني بعيداً عن الاحتكار المناطقي.. ناهيك عن ضرب التوريث والأسرية وإبعاده إلى الأبد وتحويل الجيش إلى جيش وطني وتحريره من عبث الأولاد، ولعب العيال، لأن التحدّي الأكبر يأتي في المرحلة المقبلة حيث كتابة الدستور، وقواعد الحكم الرشيد، وضمان النزاهة وتحقيق التبادل السلمي للسلطة، وفصل السلطات، والشفافية في حماية المصلحة العامة، وتجفيف منابع الفساد.. وهو التحدي الأكبر الذي سيواجه بأكثر من عقبة، وأكثر من مؤامرة إجهاض، وهو مايقتضي أن يبقى الشعب يقظاً والثورة قائمة في الشارع وفي الناس كثقافة تتعمق وتتحوّل إلى قيمة شعبية تتطوّر مع تطوّر مؤسسات الدولة، لأن الشعب الذي لايتقدّم دوماً يتأخر والثورة التي لاتزداد كل يوم اشتعالاً ونضوجاً تنطفئ. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي