11فبراير .. إرادة شعب

توفيق الشعبي
الاثنين ، ١٠ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٢٥ مساءً
لم يكن خروج اليمنيين للتغيير في 11فبراير 2011م ترف اومحاكاة بل كان ضرورة وحتمية يقتضيها الحال الذي وصلت اليه البلد من انهيارعلى كافة الأصعدة، وسيادة الفوضى ومنطق القوة والغلبة وتدهور مستوى الخدمات والنزوع نحو التوريث لدى عصبوية الحكم وإتساع رقعة الفقر وإستشرى الفساد في كل مجالات الحياة علاوة على أن الامر جاء نتيجة منطقية لتراكم نضالات اليمنيين منذ سنوات ورغبة الشعب في التغيير التي كانت تتجلي من خلال التحرك الشعبي في الاعتصامات والتجمعات السلمية في مختلف محافظات اليمن قبل أن يات الربيع العربي ،الا إن اردة اليمنيين كانت حينها مقيدة بفعل النخب الحزبية والسياسية التي سعت لتأطيرهذه الارادة وتتطويعها تحقيقا لمايوافق هواها ورؤيتها المحاطة بالتخوفات من المستقبل . 
وكان حينها الشعب وبالذات الشباب منه يتوقد حماسا واكثر اتقادللمستقبل متجاوزا بطموحه واحلامه عقدة الخوف التي طوقت النخبة بفعل عامل الزمن ربما والمصلحة كذلك وظهر ذلك جليا في ارتفاع صوت الشباب للمطالبة بتغيير النظام خلافا لما كان يدعو له الاحزاب من اصلاحات عبروا عنها في رؤيتهم للانقاذ وكان الشباب وقتها كمن يبحث عن منفذ او ملهم او حافز لتجاوز عقدة الخوف التي اصابات كبارالقوم من المجتمع فبداءالبعض منهم يتجه للتعبير عن ارادته بصوت مرتفع وسقف مفتوح من خلال منظمات المجتمع المدني حتى جاءت الثورة التونسية لتمنح الشباب قوة وجراءة اكثر للخروج عن التأطير الذي وضعته التكوينات القديمة اطار للحركة حينها .
التقط جيل الشباب زمام المبادرة وكسر حاجز الخوف وتجاوز مطالب النخب وابتكر نواة اول ساحة اعتصام للمطالبة باسقاط النظام في مدينة تعز الثورة الامر الذي احرج الساسة واجبرهم على اللحاق بالشباب ونزول الميادين وهانحن بعد عامين ونيف من انطلاق الثورة وما زلنا في ركبها نسمع بعض الاصوات تتعالي قدحا بالثورة وبما سعت اليه مستشهدين بما يحدث ، بل ان البعض تراه افرد لقلمه فضاء في التحليل والاسهاب حول ماجرى الى درجة تشعرك بالقرف وانت تقراء او تسمع له ،وبدء يتوهم البعض أن باستطاعته إعاقة عجلة التغيير او إدارتها للخلف أو الالتفاف على إرادة الشعب بالتغيير واستشراف المستقبل ، مستغل الظروف الحالية للبلداو بالركون لما له من غلبة او قوة او مال أو نفوذ فالشعب اليمني لما خرج للساحات والميادين في كل الوطن كان قد قرر التعبيير عن ارادته الحرة برغبته في إسقاط الإستبداد والطغيان برموزه وثقافته وأدواته ،منطلاق لبناء المستقبل ،فالتغيير بنظر الشعب ليس اسقاط الشخوص والافراد وانما تغيير منظومة وثقافة وسياسات ونهج كان يعتمده النظام السابق فهل يدرك من قادتهم الظروف الى غمرة القيادة هذة الحقيقة ام انهم لم يفهموا بعد..؟
فالشعب الذي قدم التضحيات من شبابه لاسقاط ثقافة الاستبدادوالفساد والفوضى ما زال عنده الاستعداد لتقديم المزيد والمزيد كما يجب على اولئك الذين يظنون انهم قادرون على إعادة إنتاج الماضي بثقافته ومراكزه في المستقبل بنفس المضمون ومراكزالقوى ولكن بثوب جديد أن يدركوا انهم سيفشلون لأن التغيير لدى الشباب والشعب قرار وليس خيار ،كم ينبغي على اصحاب المشاريع الصغيرة ان يدركوا حقيقة ان اليمنيين خرجوا من اجل الانطلاق الى المستقبل وليس العودة الى الماضي ومن أجل تعزيز النسيج الاجتماعي داخل المجتمع اليمني وليس تمزيقة ومن اجل وطن للجميع مهما اختلفت الروئ وتباينت المواقف يكون اليمنيين شركاء في ادارته وثرواته وسلطته دون إقصاء او إلغاء ، فلم يعد لأي قوة او جهة او عصبة او جماعة مجال لأن تتفرد بادارة السلطة والدولة دون غيرها من القوى السياسية والاجتماعية فذاك عهد ولى دون رجعة ،و جموع اليمنيين يقضه ومتحفزة تراقب وترصدكل ما يدور على الارض ولن تسمح بان تذهب تضحيات اليمنيين هبا.وعلى الباغي تدور الدواااااااااااااااااائر
الحجر الصحفي في زمن الحوثي