الجمهورية.. كرامة اليمن وحريّة الإنسان

أحمد عثمان
الأحد ، ٠٩ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٢٦ مساءً
أمس أقيمت ندوة في نادي تعز السياحي عن حصار السبعين وقياداته التي استماتت من أجل كرامة اليمن والدفاع عن الجمهورية ودحر الملكية، الندوة دعت إليها منظمة المتقاعدين العسكريين، وهي لفتة وفاء واجبة نحو أبطال السبعين والجمهورية التي مازالت تُحاصر اليوم في هجمة مرتدّة ضد ثورة سبتمبر، محاولة استغلال الفراغ الانتقالي وإفراغ ثورة فبراير من روحها التي جاءت لتقتص لأبطال السبعين وتنتصر للجمهورية والشهداء. 
كان حصار السبعين رهيباً من كل الجهات، وأكثر القبائل المحيطة لم تزل في صف الملكية، كما كان الحصار مدعوماً خارجياً أيضاً، وكان الجميع يرى أن عود الجمهورية مازال ضعيفاً وأن السقوط مسألة وقت بعد إنهاك معسكر الثورة وتفريقه، استبسل الجيش الثائر وخاصة صغار الضباط بقيادة عبدالرقيب عبدالوهاب ورفاقه من كل مناطق الجمهورية، واستشهد في الحصار الكثيرون من الأبطال منهم على سبيل المثال محمد صالح فرحان الشرعبي وأحمد الآنسي؛ بينما فرّ الكثيرون من المعركة في الوقت الذي حشد المناضل أحمد عبد ربه العواضي الجيش الشعبي من البيضاء مروراً بتعز والحديدة وصولاً إلى صنعاء ليسهم هذا الجيش في فك الحصار وليمثلا مع صمود الداخل لوحة من الفداء والبطولة للشعب اليمني الذي خسر الكثير من أجل التخلُّص من الإمامة السوداء فكراً وممارسة التي فرّت فلولها مذعورة. 
الكثير من المتسلقين على الثورة فرّوا من المعركة تأثراً بالحملة الإعلامية المصاحبة للحصار التي غطّت على الأجواء رعباً لكنه رعب لم يصب إلا المتسلقين والمتمصلحين الذين سرعان ما عادوا بعد الحصار ليسجّلوا أسماءهم كأبطال؛ بل قفزوا إلى الحكم مع غياب كثير من الثوار بفعل المعارك أو الاغتيالات وغياب الثورة من الشارع..!!. 
واستمر مسلسل القفز على حصان الجمهورية حتى كادت أن تموت لولا ثورة 11فبراير الشعبية التي تحتشد اليوم للدفاع عن الجمهورية وأهداف الثورات، وضرب الثورة المضادة الملكية الأسرية التي تعيد تجميع نفسها في صنعاء محاولة الاستفادة من الفراغ، مستغلّة من تجده في الطريق من الانتهازيين وعشاق الشهرة والمرضى النفسيين «لتقضي بهم غرضاً» آنياً كما جرت العادة عبر التاريخ. 
 الجمهورية ليست عنواناً سياسياً بقدر ما هي عنوان لكرامة اليمنيين وقاطرة الحرية والمساواة.. الجمهورية تجمع اليمنيين اليوم على اختلاف ألوانهم، ومحاولة الانتقاص منها والاعتداء عليها، توحّد اليمنيين لينهضوا لإنقاذ بلادهم والاستمرار في بناء الدولة المدنية وبقاء الثورة حيّة ضد كل المشاريع الصغيرة والأطماع الخارجية. 
تجدّد الثورة اليوم بكل زخمها ووعيها تحت مشروع الجمهورية والعلم الوطني؛ يتغنون بالنشيد الوطني كحادٍ للركب الشعبي الذي ينشد الحرية والمساواة وكرامة الإنسان الذي لن يترك الوطن ليحميه الأغراب أو يختطفه المجرمون، ففي اليمن شعب يحميها ويحمي ثورته وجمهوريته؛ ولينم الشهداء في قبورهم بكرامة مطمئنين، فقد تركوا شعباً لن يخذلهم وثواراً لن يناموا على الضيم ولن يدعوا أي خساسة تمر. 
لقد ولّى عصر حصار الثورة والجمهورية، وجاء زمن حصار ونسف المشاريع المعادية؛ سلالية كانت أم أسرية، ورمي آخر أوراقها إلى مزبلة التاريخ. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي