الجنود كأهداف سهلة

أحمد عثمان
الأحد ، ٠٢ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٠٨:٥٧ صباحاً
عشرون قتيلاً من الجنود في حضرموت قتلوا وهم عائدون من صلاة الجمعة. 
الذين ارتكبوا هذه الجريمة هم وحوش مجردون من كل ضمير وإحساس .. جبناء ليس لديهم هدف سوى القتل ولا مشروع سوى أنهم مأجورون لمن أعماهم الحقد، أياً كان القتلة، فهم يثبتون صوابية المسار الوطني وانهزام مشاريعهم. 
بعض الملوثين سيعتبر ذلك انتصاراً لمشروعه المريض، قناة البيض تحتفي بالجريمة وصاحبه في الدبور سيشعر بالزهو وسيتحدث عن عهده الزاهر، فكل قتيل وكل قطرة دم تسيل يعتبرها رصيداً له يهدئ من روعه ولوثته النفسية. 
كل هذا لا يعفي الدولة وأجهزتها في القوات المسلحة والأمن والمخابرات من حماية الجنود وعمل خطة جاهزة تجعل الجنود أكثر حذراً ويقظة.. فاليقظة في الجيش لا تأتي بالبيانات والنصائح الموجهة إلى الجنود بأخذ الحذر والحيطة, فهم ليسوا مسافرين على طريق ساحلي مهدد بالسيول الجارفة. 
إنهم جنود يتحركون عبر خطة من الربط والضبط على حسب الظروف والأوامر والتعليمات، وأعتقد أنه بعد حادثة الهجوم على قيادة المنطقة العسكرية في حضرموت قبل أشهر، فإن التأهب يجب أن يرتفع إلى أعلى المستويات لكي يمنع تحول الجنود إلى صيد سهل كما حصل قبل ذلك في أبين وقبل أشهر في قيادة المنطقة ذاتها. 
إن الإهمال واللا مبالاة مسؤولان هنا مسؤولية مباشرة عن دماء الجنود ويجب أن يحاسب المقصرون حتى لا تستمر المهزلة والجريمة التي تستهدف الوطن وأمنه ومستقبله المنشود. 
يبقى أن مثل هذه الجريمة يجب أن تكون حافزاً لسرعة التغيير في حضرموت وتجفيف منابع الإرهاب والتخريب في السلطة والمحلية، لأن هناك من يؤكد أن النظام السابق وعناصره مازالت هي من تتحكم في القرار في حضرموت وعندها يكون من السذاجة أن تسأل عن منابع الانفلات الأمني وتسريب عمليات القتل دون تأمين المصادر الأمنية ومنابع التوجيه والقيادة في المحافظة ورفع وتيرة التأهب للجنود.. مثل هذه الحوادث يسبقها استرخاء غير مبرر على كل الجوانب يجب أن ينتهي مقرونة بحسم وحزم مع القتله ومن وراءهم. 
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي