تعز والمحافظ والتغيير

محمد مقبل الحميري
الجمعة ، ٣١ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٥٧ صباحاً
كثرت الاشاعات والتكهنات حول تغيير محافظ تعز وتعيين محافظا جديداًبديلا له ،، وتعز حقيقة ليست بحاجة لتغييرات عشوائية وتغيير من اجل التغيير وباعتقادي ان خروج الاخ شوقي احمد هايل من المحافظة بهذه الطريقة لا يليق بالبيت العريق التي ينتمي لها ، لا اقول ذلك تزلفا فكلكم يعلم اني اول من انتقد الاخ المحافظ بمحافظة تعز كلها ولم أتردد لحظة واحدة في قول ما اعتقده واثق به أمامه وليس طعنا في ظهره ، ليس كرها فيه او حقداً عليه ولكن انطلاقا من قاعدة ( الدين النصيحة) وفي اول لقاءلنخبة من قيادات التكتل الوطني لأعيان تعز مع الاخ المحافظ قلت له وبالحرف الواحد : لستَ بحاجة لان يوصل لك المنافقين اخبارنا ومانقوله عنك ففينا من الرجولة ما يجعلنا نصارحك في وجهك اذا رأينا منك اخطاء وبخطاب بناء خاليا من الاغراضيات او الاحقاد ، وفي هذا اللقاء في الايام الاولى من الشهر الاول من تعيينه قدم له التكتل مصفوفة تحمل مجمل رؤية التكتل للمحافظة في مختلف المجالات الامنية والتنموية وغيرهما، وبالفعل هذا مانهجناه مع الاخ المحافظ منذ توليه قيادة المحافظة حتى الآن .. وبإمكانكم العودة لرسالتي التي وجهتها للأخ المحافظ قبل حوالى عام تحت عنوان: (آلام تعز وخطاب اخوي مباشر للاخ المحافظ ) وهذه الرسالة نشرت بصحيفة الجمهورية وبعدة صحف ومواقع وكذلك بامكانكم العودة الى مادارمن حوار مع الاخ المحافظ في الامسية الرمضانية التي جمعته مع التكتل الوطني لاعيان تعز في رمضان قبل الماضي ،، وبسبب أسلوبنا الواضح والصريح استطاع المتعيشون والمنافقون في بعض الأوقات ان ان يؤثروا بنفسجية المحافظ ليجدوا سوقا لامراضهم ، والبعض منهم يروج اننا ننطلق في نصحنا من منطلق الحسد والطموح بأن نكون بدلاء للأخ المحافظ وما علم هؤلاء اننا ويشهد الله ما خرجنا في ثورة الشعب السلمية ونحن حاملين رؤسننا على أكفنا الا وقد رمينا بكل مصالحنا الشخصية عرض الحائط ووضعنا كل المناصب التي تذل الرجال تحت اقدامنا وجعلنا نصب أعيننا مصلحة الوطن العليا مهيئين انفسنا لان نكون جندًا مخلصين مع كل من ينحاز للوطن ويخلص له.
 
كانت هذه مقدمة لابد منها حتى لا يفسر كلامنا بأنه تزلفا او نفاقا لأننا قطعنا على انفسنا عهودا ان لا ننافق او نجامل مجاملة مضرة بالمحافظة بعد هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها أحرار وحرائر تعز وقادوا الثورة الشبابية على مستوى الوطن كله..
اعود الى صلب الموضوع فأقول ان تعز يجب ان لا تبق مزرعة تجارب للاشجاص بالتعيينات العشوائية ولكنها بحاجة الى اصطفاف صادق من قِبَلْ كل أبنائها بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم متجاوزين كل الخلافات الشخصية والحزبية والنظرات الضيقة ،، وهذا يتطلب بالدرجة الاولى من الاخ شوقي احمد هائل محافظ المحافظة ان يعيد حساباته في أمورٍ كثيرة ابتداءً ممن حوله ومن التمييز الحزبي وان يعمل على استيعاب آراء الجميع وان لا ينحاز لفئة دون اخرى وان يكون همه اولا وأخيراً تعز واخراجها من الحالة المزرية التي تعيشها وان يفتح صفحة جديدة مع الجميع ويقف منهم جميعا على مسافة واحدة ،، وبالمقابل على هذه الأطراف جميعا ان تفتح أيضاً صفحة جديدة مع الاخ المحافظ متناسين كل الصغائر والخلافات ،، فلازال الاخ شوقي هو الأقدر على قيادة المحافظة ان أدرك بحسه النقي المكامن التي تثير الخلافات وتجاوزها بحكمة وسلك هذا الطريق الذي لا يفرق بين الاطراف الا بما يخدم تعز التي هي اليوم بأمس الحاجة للأمن والاستقرار وتوفير شربة الماء النقية عبر مشروع التحلية وتذليل العقبات لإنشاء مدينة حمد الطبية التي يؤمل ان تساهم برفع المستوى الصحي على مستوى المحافظة والمحافظات المجاورة ، والإسراع بإلبدء بإنشاء مطار تعز وفقا للمعايير العالمية للمطارات خاصة أنة يخدم اكثر من70% من المغتربين اليمنيين الذين معظمهم ينحدرون من محافظات تعز وأب والضالع.. بالاضافة للمدينة الرياضية والاهتمام بالجامعة والمعاهد الفنية كون ثروة تعز الحقيقية تكمن في عقول أبنائها ونشاطهم الخلاق ، وكل هذا لن يتحقق الا بتلاحم الجميع وتكاتفهم والوقوف صفا واحداً من اجل المصلحة العامة ..
 
لا شك ان تعز بحاجة الى اجراء تغييرات جذرية في كثير من مكاتبها وفروع المؤسسات على مستوى المحافظة والمديريات نظرا لتجذر الفساد منذ سنين طوال ولم يتم اي تغيير حقيقي حتى الآن ،، على ان تكون التعيينات وفقا للكفاءة وليس بمعيار المحاصصة والثقة ، مع تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ،،
 
نداء صادق ومخلص للجميع وفي مقدمتهم الاخ المحافظ وقيادات الأحزاب ان يستشعروا المسئولية ويستدركوا الامر ويصلحوا الاعوجاج ،، واذا صدق منهم العزم سيتضح السبيل.
 
محمد مقبل الحميري
عضومجلس النواب/عضومؤتمرالحوارالوطني الشامل.
الخميس 2014/1/29 م
الحجر الصحفي في زمن الحوثي