الرئيس فيصل بن شملان

أحمد عثمان
السبت ، ٠٤ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٩:٠٥ مساءً
 
كعادة النسيان الذي لف الذاكرة اليمنية مرت ذكرى وفاة الرئيس القائد فيصل بن شملان دون أن يتذكره اليمنيون كما ينبغي ،لقد كان «بن شملان» إنساناً يحمل في روحه شخصية اليمن وروح الثورة الشعبية ومفجرها الأول، لم يتعلم بن شملان استخدام حبوب النفاق المشاعة ولا حتى المجاملة، عاش بين البسطاء بسيطاً بكل عظمة البساطة، يعبر دائماً عن نبض الناس وأحلام وإرادة اليمني البسيط ..عُرف «بن شملان» بنظافة اليد وكان رجل إدارة من الطراز الأول ورجل سياسة واضح المعالم لا يتعايش مع الفساد ولا يمشي على الحائط أبداً ... استقال من الوزارة قبل الوحدة اكثر من مرة احتجاجاً على الفساد ورفضاً للتعايش مع الفساد أوالتغاضي عنه كما هي طبيعته ، وهو ما فعله بعد الوحدة عندما كان وزيراً للبترول عندما رفض التوقيع على بياض دون ان يعرف الانتاج والبيع ، وهو ما كان معمولاً به عند الوزراء الذين سبقوه والذين كانوا يستلمون «زائد ناقص» قيمة ضمائرهم المدهوسة .. قدم استقالته من البرلمان عندما تم التمديد الأول مبرراً أن الناس اعطوه توكيلاً لأربع سنوات ولم يعطوه تفويضاً للتمديد يوماً واحداً . 
عندما بدأت أحزاب المشترك في الفعاليات الاولى للنضال السلمي والجماهيري وقرروا المنافسة الحقيقية في الرئاسة لم يجدوا سوى «فيصل بن شملان» لهذا الدور المحوري والتاريخي الهام وكان اختياراً وطنياً موفقاً .. وتقدم فارساً محارباً حاملاً روحه في كفه ولسانه ليس كمرشح للرئاسة وانما كقائد ثورة حقيقية.. تحرك «بن شملان» ذو الثمانين عاماً كشاب في العشرين من قرية الى قرية ومن مدينة الى مدينة يحرض الناس على الحرية واخذ حقهم والتمرد ضد الفساد والاغتصاب ليؤكد بأن الشيخوخة قرار شخصي وليس سنين وعمراً متقدماً، خاض التجربة بجدارة اقنعت الناس بجدية الموقف، فانخرط الشعب لأول مرة في تاريخه لينتخب «رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس» لقد كان شعاراً يختزل الحكاية المأساوية للسلطة. 
قبل أشهر قابلت وزيراً سابقاً وأحد المقربين من النظام السابق ممن قادوا حملة «صالح » الانتخابية ، كان يتحدث عن ذهولهم أثناء نزولهم الى القرى والمديريات من تصميم الشعب لانتخاب «بن شملان» وقال: شعرنا أن الناس لديهم رغبة في معاقبة النظام، مؤكداً انه وزملاءه من كبار رجالات الدولة اقتنعوا حينها بأن الشارع في غير صالحهم وهو ما جعل النظام السابق يضخ أموالاً هائلة واجراءات تزويرية متنوعة بحسب الشخصية إياها التي نأمل أن يقول مثل هؤلاء شهادتهم للتاريخ،وفي النهاية كانت النتيجة التي أعلنها «عبده الجندي» المسؤول الإعلامي للجنة الانتخابية حينها، فبعد فرز أربعة صناديق أعلن رسمياً فوز علي عبد الله صالح بــ «أربعة ملايين» صوت ولم ينتبه أن كل الأصوات الموجودة في « الأربعة الصناديق»التي تم فرزها  لاتزيد عن «مليون وستمائة صوت» على اعتبار أن كلها لصالح صاحب «القلص الشاهي» وهو مانبهه أحد الصحفيين على الهواء مباشرة وكانت فضيحة بجلاجل ، استطاعوا ان يغيبوا النتيجة بهذه الصورة لكن «بن شملان» كان الرئيس الشرعي ورغم اعتراف الجميع بنتيجة الواقع رفض بن شملان الاعتراف مؤكداً انها مزورة ليسجل وحده هذا الموقف محافظاً على إرادة الشعب ..وحينها كتبت بأن الرئيس بن شملان دق المسمار الاول في نعش النظام وكان إعلاناً للثورة التي أسقطت النظام في 11فبراير تماماً كما فعل الرئيس «جمال جميل» قائد ثورة 48م ضد الامامة ، فثورة 48م كانت المقدمة الاولى لثورة سبتمبر... وانتخابات 2006م كانت الاعلان العملي لثورة فبراير. 
عرس بدون قات 
كان عرس نجل رجل الأعمال عبد الجبار هائل الخميس خالياً من البذخ وهذه صورة من النبل المطلوبة من الأثرياء، المهم في العرس وما يحتاج الى الاشادة هو انه كان عرساً بلا قات وهو عمل رائع يعطي اكثر من رسالة ضد القات كخصم لليمنيين ومنها  رفع الحرج والتكلفة على الفقراء الذين يجدون أن «القات » يقصم ظهورهم وهي دعوة عملية للأثرياء والمشائخ والشخصيات الاجتماعية لعمل القدوة وتحويل (عرس بلا قات ) الى عادة اجتماعية راسخة.  
 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي