وحدة .. التوأم السيامي ..!

نبيلة الوليدي
الثلاثاء ، ٢٤ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠١:٣٣ مساءً
مرت أيام الحمل العسيرة , مثقلة بحلم أزلي ..!
وأخيرا جاء المولود ..توأم ..سيامي !
طفلان جميلان , ملتصقا أحد الأكتاف !
فرح البعض بمولدهم , وتمنوا لهم حياة سعيدة , وعيشا رغيدا , في لحمة أخوية متفردة , بديعة !! 
توسم الجميع في التوأمين نباهة ,ونجابة , وفتوة .. وخطورة !! 
ومرت سنوات , متعثرة الخطوات , منقسمة الإرادات , بين توجه , وأحلام , ورؤى هذا , وذاك ..! 
هما أخوان , توأمان , ملتصقان .. فلابد أن يتفقا !
لكن يبقى صوت الفطرة هو الأعلى .. يرتفع بصخب مشروع , معلنا الاختلاف الطبيعي الذي جبل عليه بني البشر ..!
بعد مرور عشرون عاما , شب التوأم الملتحم الأكتاف عن الطوق ..
تعقدت الحياة , وتجهمت لهما معا ..!
زاد تلاصقهما عيشهما رهقا !
أحدهما متسلط عليه كبراء سوء , يمتصون كل قطرة خير لديه ..
الأخر رافض , غاضب ..!
ولكن ,هاهي ذي , ذات الأيدي المتلصصة , تمتد لتسرق قوته , بعدما سرقت قوت أخيه !
صاح به مغضبا : متى تتحرر منهم ؟
نكس الأول رأسه ولاذ بالصمت ..فاشتد نكير الأخر عليه حتى أخرجه من صمته, فهمس مبتلعا غصة ألمه : لا شأن لك بي !
صاح به : بل كل الشأن لي , فأنت ملتصق بي !!
واشتعلت نار ..وبعد غضبة , واستنكار, وثورة موؤدة ..
قرر أن ينفصل عن شقيقه , كي يتحرر..
ارتفعت الأصوات تشجب , من كل الجهات :
لا .لا .لا ..!!
تساءل باستغراب : لماذا لا ؟ 
لنتفق..عملية جراحية مصغرة , تفك هذا الارتباط العليل , ونبقى أخوين !
الكل تلهى بشؤون شتى , وافتعل ضجيجا , ومشاكل شتى , لمنعهما من فك هذا الارتباط الشكلي ..!
فتناول خنجره , وبدأ يقطع لحم أكتافهما , ليمزق هذا الرباط ..!
وتناثرت الأشلاء بكل مكان , وسالت الدماء , وتعاظم الألم ..!
والرافضون وقفوا , ليتلذذوا بمرأى الأشلاء , ورائحة الدماء .. !
وانهمرت دموع الأخوين , ترسم أخدود شقاء على شفرات القلوب , وتساءل مشنوق بين الأحداق :
لماذا يراد لنا كل هذا العناء ؟
لماذا لا نتوافق , ونهندس الحلول , وعملية جراحية , مقننة تخلصنا , ونبقى للأبد أشقاء ؟!!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي