عن الحال الملتزم

محمد الشلفي
الثلاثاء ، ١٧ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٤:٥٥ مساءً
 
الحال المنفلت يصنعه بشر منفلتون، هو قانون السببية إذن.. بهذا الفهم سنبدأ خطوة أولى في طريق الخروج إلى حال أكثر أمناً.
 
يستدعي الحال إعادة الإجابة عن الأسئلة الكبيرة والملحّة في اليمن بتغيير طفيف يفرضه تغيُّر الزمن وما بدأناه إلى ما ينبغي الاستمرار فيه، هل نسير في الاتجاه الصحيح..؟.
 
علينا الانتباه إلى أن حدثاً كبيراً وصادماً كالهجوم على وزارة الدفاع قد يعيد تسمية الأشياء بغير مسمّياتها، قد يرفع أولويات آخر القائمة إلى أعلاها، ويهبط بأولها إلى الأدنى، ولنعرف جيداً أن هناك من يريد لنا العودة إلى مربعه عن طريق الصدمة، يريد لنا الالتفات إلى الوراء، ولا يمكن فصل الصدمة الأخيرة عن أحداث متسلسلة من الحروب والاغتيالات والترويع والإنهاك بضرب الكهرباء والنفط وإشاعة المزيد من الفوضى.
 
علينا الانتباه أيضاً إلى أن السياسة في مواجهة الفوضى تحوّلت إلى رد فِعل تبني الخطط والتصورات حسب ما يريد الخصم، ولم يحدث حتى إن تم تبادل الأدوار لمرة واحدة، وأيضاً لم تستفد في الفترة الزمنية الطويلة نسبياً بمزيد من الخبرة لإبطال مفعول تلك الأوراق التي يتم تحريكها بنفس الوسائل وبنفس الطريقة وبنفس النتائج، فكأن المخربين يكتفون بإعادة الشريط من بدايته، فتصيبنا المفاجأة لأننا نحفظه وليس غريباً علينا.
 
علينا الانتباه لاستجابتنا الخاطئة والمتكرّرة لكل الأفخاخ التي يضعها الخصوم لتشويش تركيزنا على الهدف الرئيس الذي قرّرناه لإخراج اليمن من مشاكله ولتحريره من يد من يعتبره عهدة عنده أو ربما ملكاً له.
 
ويجدر بنا بعد كل هذا المتوقع غالباً وغير المتوقع التوجه إلى فعل شيء واحد لا غير، وهو حماية الحوار الوطني وضمان خروج نتائجه ورفع درجة التأهب إلى أقصاها بعيداً عن الأفكار التكتيكية التي لا تحقّق أهدافاً غير تلك التي يريدها الذين يتمنون فشلنا. استقرار اليمن مرهون بنجاحنا في الاتفاق جميعاً على أن نكون جزءاً من المستقبل الآمن والمتطور لليمن، مرهون بأن يسجّل الجميع أو أغلبنا التزامه بمسؤولياته تجاه وطنه، الذي يضرب الكهرباء والنفط، والذي يمارس الاختطاف، والذي ينفذ الاغتيالات، والذي يرفض كل ما سبق وحتى الدولة نفسها يجب أن تكون صادقة في التزامها تجاه الوطن والشعب.
 
علينا الانتباه في المشكلات التي نسعى لحلها وبطرق متقدّمة، أنه لا يمكن إلزام أحد بالقانون إذا لم يكن هو بالفعل من طرحه وشارك في نقاشه ووقَّع على القبول به، وهو ما يعني بالضرورة مشاركته بالالتزام به وإلزام من يؤثر عليه. وعود على بدء، أيضاً الحال الملتزم، يصنعه بشر مستعدون للالتزام.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي