إلى مدير أمن تعز

أحمد عثمان
الثلاثاء ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٥:٤٧ مساءً
 
من الملاحظ أن الوضع الأمني في تعز تحسّن خلال الأسبوعين الماضيين.. الأمن في تعز ليس مشكلة عويصة بل مظهر لمشكلة سياسية أدت إلى مشكلة إدارية في الأجهزة الأمنية وتغيبها، لقد أصيبت الأجهزة الأمنية بالكساح والارباك وتلخبطت ولم تعد وسيلة أمن بل وسيلة إرباك للأمن مساندة بدون ما تدري للانفلات وهي حقيقة واضحة.. ربما وقعت ضحية نصيحة غير أمينة ومريبة مفادها تطبيق نظرية احتواء العناصر المخلة بالأمن والخارجة عن القانون بل تقريبهم وتدليلهم أيضاً وهذا ما حصل بغض النظر عن الدوافع الحقيقية للبعض؛ حيث كانت العناصر التي تدير الفوضى والاشتباكات الليلية والنهارية والقوارح بعد منتصف الليل معروفة للأجهزة الأمنية والمجتمع بالإسم والصورة وبعضهم مطلوبون أمنياً لا يُطلبون بل ربما يحضرون يتممون ويستلمون مرتباتهم وكأنهم في مهمة رسمية لخدمة الوطن؛ مرافقو الشخصيات والقيادات الأمنية والادارية أو معظمها مثلّت مصدراً للانفلات بشتى صوره. 
هناك من يرعى بصور رسمية الانفلات وكادت أن تتحول المسألة إلى تجارة وإثراء من خلال النهب والتهبشات على الاراضي وصناعة مشائخ آخر زمان وفتوات عنف لا تعرفها تعز، وتحول «حاميها حراميها» ومن ثم تكون أي حلول أمنية خارجة عن تصحيح هذا الخلل في الادارة والأجهزة الأمنية هي عبث بالأمن وصورة معمقة لإرباك الأمن. 
 الآن القوارح الليلية هدأت بصورة واضحة، والمظاهر المسلحة في الشوارع تلاشت بصورة كبيرة وهناك قُبض على مطلوبين أمنياً وموتورات وسيارات مخالفة وأسلحة، كانت المشكلة السلبية في الماضي هي القبض على المخالفين، لو تم؛ يتم إخراجهم صباحاً، لتعود تقول إنها الحكومة والدولة. 
الوساطات التي تأتي لتتوسط لإخراج هؤلاء يجب أن يودعوا السجن لأنهم من رعى الانفلات والفوضى. 
الكثير من العناصر التي كانت تتجول في الحارات والشوارع بأسلحتها وعبثها اختفت، بعضها يتحدث عن كمون وقتي حتى تعود الأمور إلى نصابها، لديهم وعود من شخصيات نافذة وراعية للانفلات التي ستحاول استغلال مناصبها في الأمن وباسم الأمن التشويش على المدير الجديد وإعادة الوضع الأمني إلى عهده السابق المتآخي مع الفوضى والانفلات. 
 واجب أبناء تعز أن يشيدوا ويشدّوا على يدي مدير الأمن الجديد ويدعوه إلى الاستمرار والحذر من الوقوع في فخ نصائح الثعالب وأرباب الفوضى وهم قريبون من القرار الأمني في تعز لا شك، كما نأمل أن يحمي الخطة الأمنية بمزيد من المهنية والتمسك بالقانون على الصغير والكبير والابتعاد عن الاستثناءات، فهي تقتل الأمن وتميّع القرار وتضيع من هيبة الأمن وتسلم القرار إلى مربع الفوضى وأوكار الأفاعي ونصائح الثعالب  التي سيفزعها ويزعجها أي تحسّن للأمن في هذه المدينة الصابرة لأن الانفلات أصبح أجندة سياسية عند البعض وتجارة وبزنس عند البعض الآخر. 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي