تزوجي ابن عمك المدمن !!

محمد العصيمي
الجمعة ، ٢٩ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٦:٥٢ صباحاً

 

كتبت من قبل، وسأظل أكتب عن أن غصب البنت للزواج من ابن عمها من أساطير الأولين. وأن مثل هذا التصرف لا يدل سوى على عادات (جاهلية) وعنجهيات قبلية لا يقرها شرع ولا تقبل بها الفطرة السوية التي فطرنا الله عليها. ولا أدري، حقا، من أين جاءت هذه العادة السيئة، التي ألقت بكثير من البنات في أتون شباب، من أبناء عمومتهن، ليس لهم علاقة (بالمرجلة) ولا يرعون في زوجاتهم إلا ولا ذمة. فقط لأنه ابن عمها تزوجها، من باب سمننا في دقيقنا. ولو فكر والد البنت لحظة واحدة وفحص هذا (الدقيق) لوجده مسوسا خربا وربما مدمنا على المخدرات!!

إذا، لماذا، وأنت بكامل عقلك، تلقي بابنتك هكذا إلى التهلكة لتجامل قومك وترفع عن نفسك حرج غضبهم ولذعاتهم ونميمتهم.؟ ما ذنب ابنتك التي تزرها وزر منافقتك للقبيلة أو الأسرة، التي تحجر بناتها على أبنائها.؟ أنت بذلك ترتكب خطأين، إن لم أقل جرمين، خطأ التضحية بابنتك وخطأ إضافة أعباء بشرية سيئة ومشردة إلى المجتمع، نتيجة لهذا الزواج، لأن مثل هذا الزواج الجبري سينتهي بسقوط سقف البيت على رؤوس الجميع: الزوج والزوجة والأبناء والبنات. وقد حصل هذا مرات ومرات، لكن لا أحد يعتبر ولا أحد يتعظ من تجارب ودروس غيره.

هناك غشاوة هائلة على أبصار وبصائر بعض الناس، حتى أنه يرى الخطر بين عينيه ويقدم عليه لكي لا يقال عنه إنه خالف هذه العادة أو تجرأ على هذا العرف السائد. لتذهب العادة والعرف إلى الجحيم إذا كنت أرى سوء مصير ابنتي وأتوقع الشرور التي ستلي زواجها من ابن عمها أو قريبها، لأنه ليس كفؤا أو لأنها لا تريده ولم يرتح له قلبها.

ولذلك، أنا حقيقة لا أفهم كيف أقبل أن أغصب ابنتي للزواج من ابن عمها، وأرفض أن أزوجها ممن قد تكون اختارته شريكا لحياتها، فإذا جاء الرجل الذي أحبته من الباب وطلب يدها وتأكدت من حسن تربيته وأخلاقه ومقدرته فليس لرفضك له مبرر، سوى ما وقر في نفسك من أن الحب محرم على البنات. وهذا غير صحيح، الحب تقع فيه البنت كما يقع فيه الولد.. والأهم، للولد أو البنت، أن يفهما إذا وقعا في حالة الحب أن الزواج هو الصيغة الصحيحة ليعيشا الحب على أصوله ويبنيا أسرة تتمتع بالسعادة والطمأنينة.

ونحن من يعطي البنت فرصة للعيش المستقر والآمن إذا ساعدناها في اختيار شريك مستقبل حياتها، أو ننزع منها هذه الفرصة إذا أجبرناها على أن ترتبط بأحد أقاربها لأنه أحق بها. بناتكم لسن بضائع للبيع أو التهادي أو إرضاء الخواطر.. بناتكم قطع منكم فلا تحرقوا قلوبكم.

عكاظ السعودية

الحجر الصحفي في زمن الحوثي