.
دين الله حق وعدل وهو دستور الله ونظامه في الكون والإنسان، وهو دين ونظام الوجود الكوني والإنساني، به أعطى الله الإنسان حريته "مشيئته" ليختار دون إكراه، دينه، وسلوكه، وحياته ومعاشه.
وعظمة هذا النظام الديني يتفق تماماً مع اختيار الله للإنسان، ليجعله خليفة في الأرض ومستعمراً لها، فلا يمكن أن يكون الخليفة عبداً مملوكاً لا يقدر على شيئ، بل عابداً، يؤمن ويكفر، يعصي ويطيع، يعمل ويختار، بحرية مطلقة.
فالحرية هي المكون الأساس في خلق الإنسان ووجوده واستخلافه، ولهذا كان الحديث عن حرية الإنسان وخياراته، والطغيان والطغاة، والضلال والإضلال، والكفر والإيمان، واضحاً ومٌفَصًّلاً، لا لبس فيه في كتاب وحي الله.
وعلى مبدأ الحرية، تأسست خياراتنا لأعمالنا وأقوالنا وسلوكنا، وهي التي تَحْكُمُنَا وتُحاكِمُنا، وعليها يتم الحساب في الدنيا والأخرة، لقد جعل الله النفس البشرية صاحبة القرار بعد أن هداها النجدين، وزودها بالسمع والبصر والفؤاد والعقل، أدوات الفهم والوعي، والترجيح والاختيار، لتتخذ خياراتها وقراراتها بمسؤولية تحاسب عليها.
النفس في كتاب الله هي سر الحياة، وليست الروح كما يعتقد الكثيرون، فهي التي تموت وتحيا وتُعاقب، بينما الروح هي أوامر الله في الوجود وقوانينه وعلمه.
وجعل الله الأنفس ثلاثة أنواع:
أولاً: النفس الأمارة بالسوء.
﴿۞ وَمَاۤ أُبَرِّئُ نَفۡسِیۤۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوۤءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّیۤۚ إِنَّ رَبِّی غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ﴾ [يوسف ٥٣]
وهي النفس التي توجه الإنسان لكل أفعال وأعمال السوء.
ثانياً: النفس اللوامة.
﴿وَلَاۤ أُقۡسِمُ بِٱلنَّفۡسِ ٱللَّوَّامَةِ﴾ [القيامة ٢]
وهي النفس التي تلوم الإنسان على أفعال السوء وتمنعه من القيام بها.
ثالثا: النفس المطمئنة.
﴿یَـٰۤأَیَّتُهَا ٱلنَّفۡسُ ٱلۡمُطۡمَىِٕنَّةُ﴾ [الفجر ٢٧]
وهي النفس التي التزمت الهدي القرآني ولم تعرض عنه، فاطمأنت في الدنيا والأخرة ودخلت الجنة.
وتكرر ترتيل "نفس" بمشتقاتها في كتاب الله حوالي 298 مرة، فهي المسؤولة عن خياراتنا، وهي وحدها ستجني ثمار خياراتها وحسابها، إما الخير أو الشر في الدنيا، وإما الجنة أو النار في الأخرة، ولذا فإن العقاب والجزاء في الدنيا جماعي للمجتمعات والشعوب والدول، وفق قانون "هلاك القرى" وفي الأخرة الحساب فردي فكل إنسان ملزوم بطائره في عنقه، وكتابه سيلقاه منشوراً به كل أعماله.
وجميعنا سنواجه محكمة الحق، مواجهة لا مجال فيها للإنكار، سنجد خياراتنا وأعمالنا مُوَثقة مكتوبة، ومسجلة في كتاب ينطق بالحق، وشهودها لا يكذبون ولا يجاملون، فستشهد علينا أعضائنا بكل ما قلناه وعملناه.
ولهذا فإن أنفسنا مسؤولة عن خياراتنا وحسابنا وأخطائنا وخطايانا، فالنفس تسول للإنسان وتوسوس له أفعاله وأعماله يقول سبحانه:
﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَیۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِیدِ﴾ [ق ١٦]
﴿…. وَكَذَ ٰلِكَ سَوَّلَتۡ لِی نَفۡسِی﴾ [طه ٩٦]
(فطوعت له نفسه قتل أخيه) المائدة ٣٠.
ولنتابع رؤية المشهد الذي رسمه الله وتقشعر منه الأبدان التي تخاف الله، وما بيّنه الله لكل عقل يَدَّكِر، ولنتأمل في دلالات هذه الآيات إن أردنا الخلاص.
١- مشهد لا تَجْزِي فيه نفس عن نفس شيئاً ولا تنفع، وساطة، ولا فدية، ولا شفاعة.
﴿وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِی نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَیۡـࣰٔا وَلَا یُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَـٰعَةࣱ وَلَا هُمۡ یُنصَرُونَ﴾ [البقرة ١٢٣]
﴿فَٱلۡیَوۡمَ لَا یُؤۡخَذُ مِنكُمۡ فِدۡیَةࣱ وَلَا مِنَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ۚ مَأۡوَىٰكُمُ ٱلنَّارُۖ هِیَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمَصِیرُ﴾ [الحديد ١٥]
٢- كل نفس توفى ما كسبت دون ظلم.
﴿وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا تُرۡجَعُونَ فِیهِ إِلَى ٱللَّهِۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ﴾ [البقرة ٢٨١]
﴿فَكَیۡفَ إِذَا جَمَعۡنَـٰهُمۡ لِیَوۡمࣲ لَّا رَیۡبَ فِیهِ وَوُفِّیَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا یُظۡلَمُونَ﴾ [آل عمران ٢٥]
﴿ٱلۡیَوۡمَ تُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡۚ لَا ظُلۡمَ ٱلۡیَوۡمَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِیعُ ٱلۡحِسَابِ﴾ [غافر ١٧]
﴿..لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا تَسۡعَىٰ﴾ [طه ١٥]
﴿وَوُفِّیَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ ….﴾ [الزمر ٧٠]
3- لا تُظلم نفس شيئاً ويُقْتَصُ لها من أي ظُلْمٍ تعرضت له مهما صغر.
﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَ ٰزِینَ ٱلۡقِسۡطَ لِیَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسࣱ شَیۡـࣰٔاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةࣲ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَیۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِینَ﴾ [الأنبياء ٤٧]
﴿فَٱلۡیَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسࣱ شَیۡـࣰٔا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [يس ٥٤]
4- كل نفس تجد ما عملت من خير ومن شر مُحضراً.
﴿یَوۡمَ تَجِدُ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّا عَمِلَتۡ مِنۡ خَیۡرࣲ مُّحۡضَرࣰا وَمَا عَمِلَتۡ مِن سُوۤءࣲ تَوَدُّ لَوۡ أَنَّ بَیۡنَهَا وَبَیۡنَهُۥۤ أَمَدَۢا بَعِیدࣰاۗ وَیُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفۡسَهُۥۗ وَٱللَّهُ رَءُوفُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾ [آل عمران ٣٠]
5- كل نفس تُوفى حسابها ولا تتحمل حساب غيرها.
﴿… وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِیهِ تَخۡتَلِفُونَ﴾ [الأنعام ١٦٤]
٦- كل نفس تأتي للحساب ومعها سائق وشهيد.
﴿وَجَاۤءَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّعَهَا سَاۤىِٕقࣱ وَشَهِیدࣱ﴾ [ق ٢١]
٧- كل نفس رهينة بما كسبت وستعلم ما قدمت وأخرت.
﴿كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ رَهِینَةٌ﴾ [المدثر ٣٨]
﴿عَلِمَتۡ نَفۡسࣱ مَّاۤ أَحۡضَرَتۡ﴾ [التكوير ١٤]
﴿عَلِمَتۡ نَفۡسࣱ مَّا قَدَّمَتۡ وَأَخَّرَتۡ﴾ [الانفطار ٥]
8-هداية الإنسان له وضلاله عليه.
(فمن اهتدى فلنفسه) الزمر ٤١.
(فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى) الإسراء ١٥.
9-عمل الإنسان الصالح لنفسه والعمل السيئ عليها.
(من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد) فصلت ٤٦.
10- آثام الإنسان على نفسه.
(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه) النساء ١١١.
11- بُخل الإنسان على نفسه.
(ومن يبخل فإنما يبخل على نفسه) محمد ٣٨.
١2- نكث الإنسان على نفسه.
(فمن نكث فإنما ينكث على نفسه) الفتح ١٠.
١3- الإنسان بتعديه حدود الله يظلم نفسه.
(ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه) الطلاق ١.
١4- الإنسان بصير على نفسه
﴿بَلِ ٱلۡإِنسَـٰنُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ بَصِیرَةࣱ﴾ [القيامة ١٤]
(فمن أبصر فلنفسه) الأنعام ١٠٤.
١٥- شكر الإنسان وجهاده وتزكيته لنفسه.
(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه) النمل ٤٠.
(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه) العنكبوت ٦.
(ومن يتزكى فإنما يتزكى لنفسه) فاطر ١٨.
١٦- كل نفس تجادل عن نفسها فلا أحد سيجادل عنك.
(يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها) النحل ١١١.
هذه الآيات واضحة البيان فاصلة الخطاب، بأن خيارات الأنفس والإنسان عليها تقام محكمة الحق في الدنيا والأخرة، وأعمال الإنسان توضع في موازين العدل الرحماني، وأعمالك القولية والفعلية مسجلة مكشوفة، وفي محكمة الرحمان لا تدخلات ولا شفاعات ولا توصيات.
لذلك فنجاة الإنسان في الدنيا والأخرة مشروع شخصي بحت، لا يشاركه به أحد، وعلى مسؤوليته، وليس للإنسان عذر بالجهل أو الإكراه، وعلى كل من يعتقد بالناس وشيوخهم وأقوالهم أن يعيد حساباته أمام هذا التوضيح والبيان الرباني، فالله يوضح لنا تفاصيل محكمة العدل الرحماني ومداولاتها، وما يجري فيها لمن يريد النجاة، وهذه بعض اجراءتها وخطواتها التي بيّنها الله وفصّلها في كتاب وحيه المهجور.
١-حضورك إليها إجباري ولا أحد يستطيع الفرار.
﴿وَجَاۤءَتۡ كُلُّ نَفۡسࣲ مَّعَهَا سَاۤىِٕقࣱ وَشَهِیدࣱ﴾ [ق ٢١]
﴿وَإِن كُلࣱّ لَّمَّا جَمِیعࣱ لَّدَیۡنَا مُحۡضَرُونَ﴾ [يس ٣٢]
٢- ملفات أعمالك منسوخة ومسجلة صغيرها وكبيرها، وبدقة كاملة.
﴿هَـٰذَا كِتَـٰبُنَا یَنطِقُ عَلَیۡكُم بِٱلۡحَقِّۚ إِنَّا كُنَّا نَسۡتَنسِخُ مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [الجاثية ٢٩]
٣- ملفات قضايا أعمالك كاملة.
﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾ ...
٤-استحالة الظلم فيها.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَظۡلِمُ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةࣰ یُضَـٰعِفۡهَا وَیُؤۡتِ مِن لَّدُنۡهُ أَجۡرًا عَظِیمࣰا﴾ [النساء ٤٠]
٥-عريضة الاتهام والثواب والعقاب كتاب حياتك تحاسب نفسك عليه، ولم يترك شيئاً مما عملته.
﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾..
﴿وَوُضِعَ ٱلۡكِتَـٰبُ فَتَرَى ٱلۡمُجۡرِمِینَ مُشۡفِقِینَ مِمَّا فِیهِ وَیَقُولُونَ یَـٰوَیۡلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا ٱلۡكِتَـٰبِ لَا یُغَادِرُ صَغِیرَةࣰ وَلَا كَبِیرَةً إِلَّاۤ أَحۡصَىٰهَاۚ وَوَجَدُوا۟ مَا عَمِلُوا۟ حَاضِرࣰاۗ وَلَا یَظۡلِمُ رَبُّكَ أَحَدࣰا﴾ [الكهف ٤٩]
٦- ستقف فيها وحيدا لا شيئ معك ولن يتدخل أحد والواسطة مستحيلة.
﴿یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ﴾ [الشعراء ٨٨]
﴿يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ * وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ﴾ [عبس 34-37]
﴿وَٱتَّقُوا۟ یَوۡمࣰا لَّا تَجۡزِی نَفۡسٌ عَن نَّفۡسࣲ شَیۡـࣰٔا وَلَا یُقۡبَلُ مِنۡهَا عَدۡلࣱ وَلَا تَنفَعُهَا شَفَـٰعَةࣱ وَلَا هُمۡ یُنصَرُونَ﴾ [البقرة ١٢٣]
٧- لا يوجد تشابه ولا خطأ بالأسماء.
﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمۡرِ رَبِّكَۖ لَهُۥ مَا بَیۡنَ أَیۡدِینَا وَمَا خَلۡفَنَا وَمَا بَیۡنَ ذَ ٰلِكَۚ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِیࣰّا﴾ [مريم ٦٤]
٨- تحاكم وحيدا لا جاه ولا سلطان وتستلم منطوق الحكم بمصيرك إما بيمينك أو شمالك أو وراء ظهرك.
﴿یَوۡمَ نَدۡعُوا۟ كُلَّ أُنَاسِۭ بِإِمَـٰمِهِمۡۖ فَمَنۡ أُوتِیَ كِتَـٰبَهُۥ بِیَمِینِهِۦ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَقۡرَءُونَ كِتَـٰبَهُمۡ وَلَا یُظۡلَمُونَ فَتِیلࣰا﴾ [الإسراء ٧١]
﴿فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ * فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا * وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا * وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ * فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ ثُبُورٗا * وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا﴾ [الانشقاق 7-12]
﴿يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ خَافِيَةٞ * فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ فَيَقُولُ هَآؤُمُ ٱقۡرَءُواْ كِتَٰبِيَهۡ * إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَٰقٍ حِسَابِيَهۡ * فَهُوَ فِي عِيشَةٖ رَّاضِيَةٖ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ * قُطُوفُهَا دَانِيَةٞ * كُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ هَنِيٓـَٔۢا بِمَآ أَسۡلَفۡتُمۡ فِي ٱلۡأَيَّامِ ٱلۡخَالِيَةِ﴾ [الحاقة 18-24]
﴿وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِشِمَالِهِۦ فَيَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي لَمۡ أُوتَ كِتَٰبِيَهۡ * وَلَمۡ أَدۡرِ مَا حِسَابِيَهۡ * يَٰلَيۡتَهَا كَانَتِ ٱلۡقَاضِيَةَ * مَآ أَغۡنَىٰ عَنِّي مَالِيَهۡۜ * هَلَكَ عَنِّي سُلۡطَٰنِيَهۡ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ ٱلۡجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلۡسِلَةٖ ذَرۡعُهَا سَبۡعُونَ ذِرَاعٗا فَٱسۡلُكُوهُ * إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ ٱلۡعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ * فَلَيۡسَ لَهُ ٱلۡيَوۡمَ هَٰهُنَا حَمِيمٞ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنۡ غِسۡلِينٖ * لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطِـُٔونَ﴾ [الحاقة 25-37]
٩- لا نقض أو استئناف ولا ظلم.
﴿مَا یُبَدَّلُ ٱلۡقَوۡلُ لَدَیَّ وَمَاۤ أَنَا۠ بِظَلَّـٰمࣲ لِّلۡعَبِیدِ﴾ [ق ٢٩]
١٠- شهادات دامغة وموثقة.
﴿یَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَیۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَیۡدِیهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [النور ٢٤]
﴿وَيَوۡمَ يُحۡشَرُ أَعۡدَآءُ ٱللَّهِ إِلَى ٱلنَّارِ فَهُمۡ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰٓ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيۡهِمۡ سَمۡعُهُمۡ وَأَبۡصَٰرُهُمۡ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ * وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ وَهُوَ خَلَقَكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ * وَمَا كُنتُمۡ تَسۡتَتِرُونَ أَن يَشۡهَدَ عَلَيۡكُمۡ سَمۡعُكُمۡ وَلَآ أَبۡصَٰرُكُمۡ وَلَا جُلُودُكُمۡ وَلَٰكِن ظَنَنتُمۡ أَنَّ ٱللَّهَ لَا يَعۡلَمُ كَثِيرٗا مِّمَّا تَعۡمَلُونَ * وَذَٰلِكُمۡ ظَنُّكُمُ ٱلَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمۡ أَرۡدَىٰكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [فصلت 19-23]
11- لا قضايا ولا أعمال منسية.
﴿یَوۡمَ یَبۡعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِیعࣰا فَیُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوۤا۟ۚ أَحۡصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ شَهِیدٌ﴾ [المجادلة ٦]
١2- موازين الأعمال دقيقة تزن ذرات الأعمال مهما صغرت.
﴿وَنَضَعُ ٱلۡمَوَ ٰزِینَ ٱلۡقِسۡطَ لِیَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسࣱ شَیۡـࣰٔاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةࣲ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَیۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَـٰسِبِینَ﴾ [الأنبياء ٤٧]
﴿فَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةٍ خَیۡرࣰا یَرَهُۥ * وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُۥ﴾ [الزلزلة 7، 8]
ما نعانيه اليوم في الدنيا من مرارة وهوان هو حصاد خياراتنا لأفعالنا وأعمالنا الهاجرة لكتاب رب الناس، والمتمسكة بكتب الناس، فلا تُحَمِّلُوْا الأخرين ما جنيتموه على أنفسكم وشعوبكم وأوطانكم، وحصاد الأخرة أشد مرارة وهوان إن لم نستعيد كتاب الله ونسير على نهجه ومنهجه.
جمعتكم وعي بعظمة دين الله، الذي فصّله وبَيّنه في كتاب وحيه المحفوظ، ووعي بدور أنفسكم وخياراتكم في رسم وتحديد أعمالكم ونهاياتكم في الدنيا والأخرة.
-->