بعد إيران ذبح الحوثي

أحمد الشميري
الجمعة ، ١٣ يونيو ٢٠٢٥ الساعة ١١:٣١ مساءً

 

لم يمضي على الرضوخ الحوثي لأمريكا وتسوله الاتفاق شهراً حتى انطلقت شرارة الحرب لتصيد الممول الرئيسي للمليشيا الإرهابية، تلك البروفة أو المناورة الامريكية ـ الإسرائيلية في صنعاء والتي كانت تجرى على واقع ترسيبات عن خلافات بين الرئيس دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول توجيه ضربة لإيران حددت مسارات العملية العسكرية الإسرائيلية وقوة طهران وقدراتها العسكرية وإرادة قيادتها.

لقد استثمر الأمريكان والإسرائيليين الإعلام بشكل صحيح عبر نشر تسريبات عن خلافات بين نتنياهو وترمب طوال الفترة الماضية وخدعت قيادات طهران وساهمت في إنجاح فترة التحضير لهذه العملية العسكرية الكبيرة التي لم تنطلق قبل أن تضمن تعزيز عملية الاختراق الكاملة لكيانات نظام خامنئي من الداخل وتحديد مسارات منظومة الدفاع وتفككها في أول ضربة قبل أن تفضي على كبار القادة وعلماء الذرة.

لقد وضعت العملية العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي إيران وأذرعها في موقع لا يحسدون عليه، مع أن العملية تؤكد أن أمريكا وإسرائيلي قادرة على الوصول إلى المرشد الإيراني على خامنئي بل أجزم أن جميع من حوله لهم ارتباطات بالموساد نظراً للتحالفات الإجرامية بينهم طوال العقدين الماضيين، لكني أعتقد أن مقتله لن يؤخر ولن يقدم ولذا لن تقدم إسرائيل على تصفيته.

لقد نجحت أمريكا في تأمين خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وتوفير أرضية أمنة للاحتلال الإسرائيلي للقيام بالمهمة المطلوبة في تفكيك المفاعلات النووية الإيرانية، فأمريكا والدول الأوروبية بأكملها تلعب على محورين يداً في المفاوضات لفرض مطالبها بشكل قوي خصوصاً فيما يتعلق بتفكيك المفاعلات النووية والمليشيات الإرهابية في عدد من الدول وفي مقدمتهم اليمن وأخرى على التصدي لأي رد إيراني.  

وأمام كل هذه التحولات والضربات فإن هناك خيار وحيد قد يقرب إيران من شعوب المنطقة ويعيد لها التعاطف الذي فقدته اليوم هو سرعة تفكيك عصاباتها الإرهابية في اليمن وتسليم المؤسسات للدولة الشرعية، ما لم سيفرض عليها بالقوة ذلك، ما لم يكن الهدف القادم بعد نظام طهران هو الحوثي.

 لن يكون سقوط الحوثي بنيران إسرائيلية أو أمريكية وإنما على يد الشعب اليمني نفسه الذي سيتلقى كل الدعم، فالفرصة لا تزال سانحة أمام إيران والحوثي لتنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي والمبادرة الخليجية ومخرجات المشاورات اليمنية ـ اليمنية.

المتغيرات لا تخدم إيران والحوثي أبداً، عصر المكر والخداع والإبادة التي تنفذها العصابات الإيرانية بحق شعوب المنطقة لن يعود مجدداً، فالغطرسة والإجرام لنظام خامنئي طوال العقدين الماضيين بحق شعوب المنطقة وتفاخره بسقوط عواصم الدول العربية والإسلامية في يد العصابات الطائفية والإرهابية هو ما أوصل هذا النظام إلى مرحلة الشيخوخة والانهيارات وبالتالي فإن التغير الحاصلة في موازين القوى بالمنطقة صنعتها العصابات الدموية التي ظلت تتفاخر قيادات الملالي بدعمها.

في الأخير، ذبح عبدالملك الحوثي وكل قياداته أمراً وارداً لا مفر منه في قادم الأيام إذا لم يستسلم ويسلم الدولة للشعب اليمني ويفر إلى طهران كسلفه المجرم بشار الأسد، والخيار لا يزال مطروح لطهران قبل أن يطرح بالقوة العسكرية.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي