إيران وفضيحة الضربات الإسرائيلية الأخيرة - أسطورة "الردع" تتهاوى! 

محمد الظرافي
الجمعة ، ١٣ يونيو ٢٠٢٥ الساعة ١١:٣٠ مساءً

في مشهد لم يكن ليحدث لولا حالة التهاوي الإستراتيجي الذي تعيشه الدولة الإيرانية ، تلقت إيران في الأيام الأخيرة وآخر ذلك وليس أخيراً صباح اليوم- يوم الجمعة - سلسلة ضربات إسرائيلية دقيقة استهدفت مواقع حساسة في قلب البلاد، بما في ذلك منشآت عسكرية ومقرات للحرس الثوري وقتلت العديد من القادة والعلماء النوويين. 

هذه الضربات لم تُقابل برد إيراني مباشر أو نوعي، بل بتصريحات "شكلية" وعشوائية ، أثارت سخرية الداخل الإيراني قبل أن يثير استغراب المجتمع الدولي. 

 

السؤال الكبير: أين الردع الإيراني؟

لطالما تغنت إيران بمحور "المقاومة" وادّعت أنها تمتلك قدرات ردعية قادرة على كبح جماح إسرائيل وأمريكا ، وهددت مراراً بأن أي ضربة تُوجَّه لها ستُقابل برد ساحق.

لكنّ الواقع جاء محرجاً ، بل ومخزياً ، فطائرات مسيّرة وصواريخ إسرائيلية تخترق العمق الإيراني وتضرب أهدافاً نوعية ، بينما الرد الإيراني ينحصر في بيانات غامضة ومضحكة وضربات قد تكون مرتجفة.

 

وهذا يعد فضيحة أمنية وعسكرية ، أبرز ما كشفته الضربات الإسرائيلية هو الفشل الذريع للمنظومة الأمنية والعسكرية الإيرانية. 

كيف لدولة تدّعي أنها قوة إقليمية عظمى ، أن تُضرب بهذا الشكل في عقر دارها ، دون أن ترصد مسبقاً أو تحرك أنظمتها الدفاعية؟ وسائل إعلام غربية نقلت أن الضربات نُفّذت باستخدام تقنيات عالية وتعاون استخباراتي داخلي ، ما يطرح علامات استفهام عن الاختراق الكبير الذي تعاني منه طهران. 

 

خيانة الداخل أم قوة العدو؟

في تحليل الموقف ، تنقسم الآراء بين من يرى أن إيران باتت مكشوفة من الداخل ، تعاني من عملاء وشبكات تجسس وصلت إلى أعلى المستويات فيها ، وبين من يرى أن إسرائيل طورت تكتيكات الحرب السيبرانية والعمليات الخاصة لتنفذ عمليات "جراحية" في عمق أراضي الخصم. 

وفي كلتا الحالتين ، النتيجة واحدة: إيران باتت ضعيفة أكثر مما تُظهر ونتصور. 

 

صمت الحلفاء وتراجع الهيبة

اللافت أن حلفاء إيران ، من ميليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن، لم يحركوا ساكناً او رداً على تلك الضربات. فـ"حزب الله" اللبناني مشغول بلملمت ذاته ، و"الحوثيون" غارقون في مشاكلهم الداخلية ، بينما الحشد الشعبي في العراق يواجه صراعاً داخلياً مع الحكومة. 

كل هذا عزز من عزلة إيران ، وجعلها تبدو مكشوفة أكثر من أي وقت مضى.

 

هل إيران في طريقها إلى الانكفاء؟

قد تكون هذه الضربات بداية تغيير في الإستراتيجية الإيرانية ، من الهجوم إلى الدفاع ، ومن الغطرسة إلى الحذر. 

فبعد كل فضيحة أمنية ، تخسر طهران المزيد من صورتها كقوة كبرى ، وتنكشف حقيقة نظامها القائم على الإستعراض والتضليل الإعلامي أكثر من الإنجاز العسكري الحقيقي.

 

فمن الواضح أن هناك مرحلة جديدة من الضعف الإيراني ، فالضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تكن مجرد حدث عسكري عابر ، بل صفعة سياسية وأمنية لهيبة النظام الإيراني. لقد كشفت للعالم أن "أسطورة الردع" الإيرانية لم تكن سوى وهم وبريق كاذب ، وأن إسرائيل –بكل جرأتها– باتت تتحرك بثقة في مواجهة نظام يكتفي بالردود الكلامية والتهديدات الفارغة.

 

وهنا يبقى السؤال الأكبر: هل ستُجبر هذه الفضيحة النظام الإيراني على إعادة حساباته؟ أم أنه سيواصل الهروب إلى الأمام حتى السقوط الأخير؟

اما نحن فلا نقول إلا كما قال القاضي الدكتور - أحمد عطية - اللهم سدد رمي الطرفين!

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي