في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن الحديث، حين انطلقت شرارة المقاومة الشعبية في تعز لمواجهة آلة الحرب الحوثية والانقلاب، كان الشاب حسين السلمي واحدًا من أوائل الذين هبّوا للدفاع عن مدينتهم وكرامتهم. هناك على إحدى جبهات تعز، وبينما كانت رصاصات الكهنوت تنهمر، اخترقت إحداها جسده، فتركته مشلولًا بين الحياة والموت.
أشهر طويلة قضاها السلمي في صراعٍ صامت مع الألم، مع الجرح، مع العجز المفاجئ الذي فرض عليه واقعًا لم يكن في الحسبان. تم نقله إلى الخارج لتلقي العلاج، وظل يتنقل بين المستشفيات لسنوات، بحثًا عن بصيص أمل في جسد أثخنته الحرب لكنه لم يُهزم.
ورغم شلل الجسد، ظل القلب مشتعلاً بالعزم، والروح مشبعةً بالإيمان بالحرية والكرامة. لم تمنعه الإعاقة من مواصلة رسالته، بل زادته إصرارًا. عاد إلى تعز بعد رحلة علاجية طويلة، محمولًا على عربة، لكنّه ظل ثابتًا على موقفه، رافضًا لفكرة الكهنوت الحوثي، ومؤمنًا بحق اليمنيين في دولة عادلة وديمقراطية.
واليوم، وبعد سنوات من الألم والتحدي، يكتب حسين السلمي فصلاً جديدًا من حياته؛ فبعد يومين تحديدا يوم الجمعة الموافق 13/6/2025، سيدخل القفص الذهبي، ويبدأ حياةً زوجية جديدة. زفافه ليس مجرد مناسبة شخصية، بل رسالة لكل اليمنيين بأن الحياة لا تتوقف عند الجراح، وأن الحب أقوى من الرصاص، وأن من يحمل الحلم في قلبه، لا تعجزه الجراح.
يستعد حسين لدخول عش الزوجية كما يستعد الأبطال لدخول التاريخ، حاملاً معه قصة صبر وإرادة نادرة، يُهديها لكل من قاوم، ولكل من آمن بأن النصر ليس فقط في دحر العدو، بل في الانتصار للحياة.
مبروك لحسين السلمي.. مبروك للحياة.
-->