الترليونات التي عاد الرئيس ترمب من خلال زيارته لدول الخليج هي عبارة عن التزامات مبدئية باستثمارات طويلة الأجل، وصفقات تسليح فتحت بسببها أبواباً كانت مغلقة أمام العرب وحالت دون حصولهم على التكنولوجيا بفعل تأثير اللوبي الصهيوني وامتداداته في المؤسسة الأمريكية الحاكمة. يعني الموضوع كله علاقات وتبادل مصالح، ليس كما يصوره البعض على أنه دفع جزية أو دفع مقابل الحماية، لدرجة أن هناك من يشبه المملكة العربية السعودية على أنها بقرة وترمب يحلبها ،كل هذا قلب للحقائق وتضليل للرأي العام من أجل تحقيق أغراض سياسية وطائفية خبيثة.
أنا هنا لا أدافع عن دول الخليج ولا أقف في صف أحد، أنا أقول الحقيقة التي يعرفها الجميع، أولهم من يردون هذه الأخبار المضللة.
الناس تحروا من وهم الشعارات الخوفاء والعتتريات الفارعة صاروا ينظرون إلى الواقع من منظور الحقيقة بعيدًا عن الأوهام الزائغة وجعلوا التنمية وبناء قدرات الإنسان هي الأولوية.
إن الانتصار الحقيقي للأمة الإسلامية لن يتحقق إلا من خلال امتلاك مقومات النصر الحقيقية، وهي الاقتصاد القوي والتكنولوجيا المتطورة. هذا لن يتحقق إلا من خلال تحقيق الاستقرار وبناء القدرات وإقامة علاقات مع دول كبرى قائمة على تبادل المصالح.
هذا الكلام لا يمكن أن يفهمه من يعيشون في وهم الشعارات، لأن قلوبهم قد سكنت بالحقد وعقولهم قد طليت بصدأ الزيف، صاروا لا يفهمون إلا ما تقبله أهواؤهم.
مشكلة الامة التى تعاني منها منذ سنوات طويلة، هى أن هناك يعتقدون أن الإعداد الذي أمر الله به في قوله تعالى "وأعدوا لهم" يكون إعدادًا عسكريًا فقط، يتناسون أن الإعداد العسكري لا يمكن أن يكون إلا بالإعداد الاقتصادي، والإعداد الاقتصادي لا يكون إلا بالإعداد السياسي، والإعداد السياسي لا يمكن أن يكون إلا من خلال تحقيق العدالة والشراكة والديمقراطية الحقيقية وتوزيع عادل للثروة والسلطة.
-->