( ٢- دار الحجر ) .
- يعد قصر دار الحجر أحد المباني التاريخية في اليمن ، ويقع في منطقة وادى ضهر بصنعاء ، حيث تلتقى السيول ؛ لتخلق واحة خضراء تزينها بساتين الفاكهة ، ولاسيما الرمان والأعناب ، وتجرى من تحتها الجداول والسواقى . والوادى الذى اصطفاه الملوك والحكام منذ القدم منتجعا لما يتمتع به من جمال وتنوع طبيعى ، عرف الكثير من القصور التى بناها حكام اليمن المتعاقبون . وقد سمى بهذه التسمية نسبة للصخرة الجرانيتية التى شيد عليها .
- بني القصر خلال القرن الثامن عشر الميلادي ، حيث أمر ملك اليمن آنذاك الإمام المنصور علي بن العباس وزيره علي بن صالح العماري ( ١٧٣٦ -١٧٩٨م ) والذي اشتهر بالهندسة المعمارية والفلك والشعر والأدب ، أمره ببناء قصر في وادي ضهر ليكون قصراً صيفياً له . ويروي المؤرخون أنه بني على أنقاض قصر سبئي قديم كان يعرف بحصن ذي سيدان الذي بناه الحميريون عام ٣٠٠٠ ق.م .
- جرى تدمير الحصن على يد الأتراك قبل أربعمائة عام ، وأُعيد ترميمه في بداية القرن العشرين على يد الإمام يحيى حميد الدين ، الذى أضاف إليه أدوارا إضافية من الياجور " الطوب الأحمر " ، وشيد إلى جواره مسجدا أسماه " مسجد المتوكل " ، وذلك كى يقيم فيه مع أهله فى فصل الخريف من كل عام . ويعد القصر حالياً معلماً سياحياً يقصده الآلاف من أنحاء العالم .
- يتكون القصر من سبعة أدوار تتناسق بتصميمها مع التكوين الطبيعي للصخرة " أساس البنيان " ، وبين جنبات الصخرة نحتت حجراته ال ٣٥ بنقوشها البديعة وزخارفها الملونة ، وفى أعماقها حفرت المخازن الأرضية والدهاليز المزدانة بالأعمدة والعقود الحجرية ، وكذلك الأدراج المتعددة ببراعة ودقة تدعو للعجب .
- وفى المفرج " البهو الواسع " بسقفه العالى الذى زينت إطاره الزخرفة الجصة المتقنة ، حيث اعتاد الإمام أن يجلس وضيوفه ليطلوا من النوافذ الواسعة على الأحواض المائية المدرجة المبنية بإحكام هندسى من صخور " الحبش الأسود " ، وما تحتها من مساحات خضراء شاسعة تذيل رداء الصخرة العملاقة هناك .
- يحيك اليمنيون حول هذا القصر الضخم ، الذى طالما صمد فى حالات الطوارئ بما فيه من آبار ومخازن مؤن تؤهله للإكتفاء الذاتي ، عديدا من الخرافات ، ويطلقون عليه إسم " قصر العجائب " معتبرين أولى عجائبه الكثيرة موقعه المحصن وبوابته الكبيرة بشجرتها الوارفة " الطالوقة " المنتصبة على يمينها منذ أكثر من ٧٠٠ عام .
* المرجع : مصادر متعددة .
-->