زهو الملالي ..وسقوطهم

د. محمد شداد
الاربعاء ، ٠٨ يناير ٢٠٢٥ الساعة ٠٨:٣٩ مساءً

عاش الملالي وعلوجهم الزهو الباذخ والنشوة العارمة جراء سقوط العراق عام 2003م وسيطرتهم على قراراها ومقدراتها لاحقاً، ثاني حلقاته تهالك النظام السوري وتشققه بعد موت حافظ الأسد وتغلغلهم الفاضح في مفاصل النظام مستغلين عقلية بشار الرجل المريض في عالم كان يموج بحركات التغير وتنامي وعي الشعوب.. 

 

بلغ استخفافهم ببشار حد السخرية، سأل القائد المكلف بدخول سوريا لدعم النظام ضد الثوار الذين شارفوا على الإطاحة بنظامه، سأل الهالك قاسم سليماني ماذا لو رفض بشار التدخل قال له تعامل معه كالمريض الذي يرفض تعاطي الدواء اضغط عليه بهدوء حتى ينصاع نجحت الخطة وتعاطى الدواء الذي أسقطه ..

 

وبعد تصريح رئيس حزب الشيطان بالولاء المطلق لولاية الفقيه الإيرانية علنًا ودعم إيران له، تحت غطاء المقاومة وتنمره على الشعب اللبناني والسوري، استغلت إيران عمى الساسة اليمنيين عقب ثورة 2011م دعمت ذنبها الحوثي الذي ما كان له أن يصل إلى صنعاء لولا التحالفات المشبوهة بعدها خرجت إيران لترحب بسقوط العاصمة العربية الرابعة في أحضانها أعلنت النصر.. 

 

عرسًا سياسيًا وانتصارًا إقليميًا حققه الفرس وعاشوا سكرة خمرته سنين لكنه لم يدوم طويلاً تغيرت المعطيات الدولية والإقليمية، أفاقت من سكرتها على نبأ سقوط سوريا بيد أبنائها وإسقاط نظام العصابة العلوية، وتفكك حزب الشيطان على يد من هم أشر منهم قتلت قياداته حتى الصف الثالث، استعادة الشعب اللبناني المنهك قراره وسيطرته على جيشه وأراضه..

 

تصاعدت الضغوطات بعد مقتل قيادات علوجها بعمليات واغتيالات اسرائيلة بلغ شككها حد اتهام القيادة السورية وتسريبها معلومات لاسرائيل لاغيتال قادة حربها في سوريا وإيران..

 

أفاقت إيران من حلم توسع الامبراطورية الفارسية الممتد من البحر الأبيض المتوسط مرورًا بالخليج العربي وبحر العرب وصولاً إلى البحر الأحمر.. أفاقت على كابوس سقوط سوريا التي بذلت فيها حسب تقارير دولية زهاء 40 مليار دولار.... 

 

كانت قد اعتبرتها أرضًا وشعب امتداد لأرض فارس وشعبها.. انفقت تلك الأموال في شراء أسلحة وتشييد بُنى تحيتية قواعد ومطارات مواني ومخازن أسلحة في طول سوريا وعرضها، أنفقت على جيشها الذي بلغ تعداده 65 الف جندي وضابط خلاف الإنفاق على الميلشيات التي استقدمتها بالعشرات للمشاركة في قتل الشعب والسوري وسفك دمائه في كل الربوع..

 

تلاشت الأحلام وتبخرت كل تلك النفقات في غضون عشرة أيام على أيدي شباب كان لهم سر مع الله لا يعلمه إلا هم، ومظلمة نمَّاها ظلم العصابة السورية وانتهابها لشعب يفيض بالاصالة والحيوية وجمال والتنوع فسيفساء الشرق الجميل..

 

فقدت إيران سوريا العروبة الرئة التي حلُمت بها، الجغرافيا الاستراتيجية التي تطل على البحر المتوسط..وتتوسط أربع دول حيوية، البلد الذي حلُمت الدول بالسيطرة عليه بطرق مباشرة وغير مباشرة.. 

 

لم تستوعب إيران هول الصدمة وجلال الحدث..بات كل أحلامهم بعدها أمنيات يستجون قارئة للفنجان علها تُسليهم بحلم العودة، ويصبحون على تصريح أحد ملالي الفقه التائه " علی حسینی خامنئي " كبيرهم الذي علمهم السحر أو مسؤول فاقد الذاكرة كنائب قائد البسيج الإيراني قاسم قريشي... 

 

يبشرون بالفوضى وانتفاضة الشعب السوري ضد قياته الجديدة، كنوع من أنواع التخدير الذاتي وتفريج الكربة التي أصابتهم وتعويضًا عن خسارتهم التي لن يجدوا لها أمام شعبهم أي مبرر .. 

 

عبر عن مدى خسارتهم وزير خارجيتهم الهالك حسين أمير عبد اللهيان مستبقًا الأحداث التي حدثت قائلاً "لأن نفقد إقليم الأحواز بِسعة أراضيه وعدد سكانه وثرواته وموقعه الاستراتيجي أهون علينا من فقدان سوريا" فاقت خسارتهم توحش أرواحهم وفحش كذبهم وظلالهم فبات نحيبهم على الحسين توريةً لحزنهم على سوريا وعودتها إلى محيطها العربي والإسلامي..

 

خزي الهزيمة وعار المذلة وقهر الخسارة أيقض مضاجعهم ولن يخلدوا إلى الراحة حتى يجدوا بابًا للانتقام ونشر الفوضى في سوريا وما حولها من جديد لكن هيهات بدأ تشكل المحور العربي من سوريا لحقت لبنان ستليها العراق ومن ثم اليمن قريبًا، ستنكمش إيران في قبوها وستلعق نجيع حقدها من جديد ..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي