منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر 2023 وحتى اليوم، 31 ديسمبر 2024، استمرت الحرب لمدة 451 يومًا، خلفت دمارًا هائلًا وأزمة إنسانية كارثية. وفقًا لإحصائيات غير نهائية من وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد القتلى 45,227 شخصًا، معظمهم من النساء والأطفال، بينما وصلت الإصابات إلى 107,573. وما زال العديد من الضحايا تحت الأنقاض في ظل ظروف مأساوية، مع وجود أكثر من مليوني شخص محاصر في القطاع.
عامٌ مضى، كشفت فيه سوءات إنسانية المجتمع الدولي في تقاعسه عن إنهاء معاناة الأطفال في غزة، الذين يتعرضون لموت مروع ومتعمّد من الصهاينة، والتجمد في البرد القارس، ومئات خيام النازحين تغرق بالكامل، دون مأوى أو معيل، والكلاب الضالة تنهش جثث الشهداء في شوارع غزة.
وفي الوقت الذي يقترب فيه عام 2025، تتجدد الأمنيات بعامٍ جديد لأهل غزة يحمل معه السلام والطمأنينة لهم ولبلدنا اليمن.
لكن الواقع يشير إلى استمرار عبد الملك الحوثي في تدمير اليمن بمساعٍ فاشلة لتحقيق مصالحه الخاصة، دون أي اعتبار لمعاناة الشعب، ودون أي محاولة جادة لتسوية القضايا الأساسية، مثل رفع الحصار عن تعز، الذي بإمكانه رفعه إن أراد، مع مطالبته بإنهاء العدوان على غزة ورفع الحصار عنها.
ففي الوقت الذي يتمنى فيه اليمنيون عامًا جديدًا، يُمعن عبد الملك الحوثي في تدمير الوطن. فهو يعيش في وهم، مصدّقًا نفسه أنه "اليماني" الذي سيحرر القدس والشام، وهو ليس كذلك، ولا هو "بابا نويل" الذي يجلب الفرح. بل هو "بابا نويل" بنسخته الحوثية، الذي وعد اليمنيين بعشر سنوات من المعاناة، ولم يحقق سوى الدمار.
فعشر سنواته كلها ويلات، شهدت البلاد تدهورًا اقتصاديًا غير مسبوق. انخفضت قيمة العملة، وارتفعت الأسعار، وانهارت المؤسسات، واستمرت الحرب التي دمرت كل شيء. الحوثي وعد بتحقيق الرفاهية، لكن النتيجة كانت المزيد من الفقر، النزوح، وتفاقم الأزمات الإنسانية.
"بابا نويل الحوثي" هو عنوان لعقدٍ من العجاف:
•قتلٌ وتنكيلٌ وتشريد.
•قطع الرواتب وتدهور الاقتصاد.
•انهيار العملة الوطنية.
•تقسيم الدولة وزرع الألغام.
•حفر الأنفاق وبناء المقابر.
•مصادرة أموال الدولة والقطاع الخاص.
•آلاف المخفيين والمعتقلين والمعتقلات.
•التعذيب واستمرار الحرب واستعداء الآخرين أو التخادم معهم لاتهام الخصوم بالتجسس وفزّاعة ضد الجيران.
فيما يروّج الحوثي شعاراته مثل "الموت لأمريكا... الموت لإسرائيل... اللعنة على اليهود"، نجد الموت يلاحق اليمنيين من المعتدي والحوثي، واللعنات والمآسي ترافقهم أينما ذهبوا.
"بابا نويل الحوثي" الوهم، سيصبح تعبيرًا شعبيًا يمانيًا عن خطابات عبد الملك الحوثي المطولة، التي تفتقر إلى الفائدة أو المصداقية. يعيش في عالم خيالي، ويضلل الشعب بادعاءات زائفة بأن اليمن أصبحت في عهده من الدول الكبرى التي تصنع الصواريخ الفرط صوتية، بينما التقارير الدولية تشير إلى أن اليمن يتذيل قوائم الدول في كل شيء.
يعد الحوثي بتحرير الأقصى والقدس، بينما يصف المدن المحررة التي تديرها السلطة الشرعية بـ "المحتلة"، كيف؟!
يعد بالمفاجآت، لكنه لا يستطيع الدفاع عن مخبئه، فضلًا عن الدفاع عن البنية التحتية لليمن التي تتعرض للقصف المستمر ولا تجد من يطفئ لهيبها.
الخلاصة...
الحوثي يستغل الدين كأداة دعائية، إذ يوظف المناسبات الدينية والخطاب الديني كأداة لترويج سلطته، مدعيًا أن اليمن يسير نحو بناء "الدولة العادلة". إلا أن الواقع يعكس العكس تمامًا؛ فالوعود الزائفة تزيد المعاناة، بينما تُستغل موارد البلاد والجبايات لخدمة أسرة الحوثي ومشرفيهم المنتشرين على حساب الشعب.
ختامًا...
أيها الشعب اليمني الصابر، لا تدعوا الأكاذيب تضللكم. "بابا نويل الحوثي" لا يحمل لكم هدايا أو أملًا، بل هو أداة لزيادة المعاناة وتبرير السيطرة. لا تنخدعوا بشعاراته؛ الخلاص يأتي بالوحدة والعمل الجماعي لاستعادة الدولة والشرعية، وليس من خلال الاستمرار في هذه الحلقة المفرغة من الوهم الحوثي.
وأنت يا مجلس القيادة الرئاسي، تهانينا لك بالعام الجديد، ومن خلالك للشعب اليمني. شدّ مأزرك وشكّل حكومة حرب!
عام جديد مملوء بالأمل بالخلاص من الحوثي ومشروعه.
-->