عشرة في واحد: لماذا ندعم الرئيس رشاد محمد العليمي؟

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٠٣ مساءً

 

الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي يمثل نقطة ضوء لخروج اليمن من حكم الميليشيات والجماعات المسلحة وإعادة بناء الدولة، ووفقًا لذلك فهو يمثل نقطة التقاء أغلب اليمنيين، وأحد العوامل الرئيسية لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها.

الرئيس العليمي هو رمز للشرعية والجمهورية والديمقراطية. لم يأتِ إلى منصبه على ظهر دبابة، ولم يسفك دماء، بل كان ضحية عندما استُهدف مع الرئيس الأسبق (صالح) ونجا بمعجزة، ووصفه الرئيس (صالح) آنذاك بـ"الشهيد الحي".

جاء رئيس مجلس القيادة الرئاسي بناءً على توافق في المشاورات اليمنية-اليمنية في الرياض قبل سنتين ونصف، لقيادة مرحلة انتقالية صعبة، وقَبِل المهمة ليس طمعًا في السلطة، بل حرصًا على إنقاذ بلده وإخراجه من نفقه المظلم بنور ضوئه الممتد بطول النفق. 

جاء لمعالجة الملف الاقتصادي وإنعاشه، والسعي لوقف تدهور العملة، ولإيفاء الالتزامات الحتمية للدولة.

أكرر المقولة المشهورة للسياسي اليمني الكبير الدكتور عبد الكريم الإرياني، عندما قال: "لو كانت الشرعية عصا مكسورة في غرفة، لوقفت إلى جانبها"... نحن مع الشرعية وفقًا لطرح الداهية الارياني-رحمة الله عليه-، إذًا فنحن مع الرئيس.

الرئيس العليمي يُعد أول رئيس يمني يحمل مؤهلات علمية عالية، فهو خريج في العلوم العسكرية من كلية الشرطة - الكويت 1975، وأستاذ في الجامعة، أستاذ علم الاجتماع، التخصص الذي يحتاجه اليمنيون اليوم لإعادة بناء النسيج الاجتماعي بعد سنوات من الحرب.

 يتميز بأنه رجل توازني، سياسي محنك، ودبلوماسي محترف، يمتلك علاقات واسعة محليًا ودوليًا، وصفات استثنائية تخوله قيادة بلد يعيش حالة حرب.

 بحثت عن عشر خصال ينبغي أن تتوافر في قائد لبلد يعيش في حالة حرب، فوجدتها فيه.

عشر خصال استثنائية للرئيس العليمي

1. الرؤية الاستراتيجية

يتمتع الرئيس العليمي برؤية واضحة لمستقبل اليمن. تشمل هذه الرؤية إنهاء الانقلاب، استعادة الدولة، تحقيق السلام، وإطلاق مسار تنموي شامل يعيد لليمنيين الأمل في مستقبل أفضل.

قال الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في أحد خطاباته: "اليمن اليوم بات يشكل أحد أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، مثقلًا بتداعيات الحرب على مختلف المستويات، بما في ذلك تعثر الوفاء بالتزاماته المرتبطة بأهداف الألفية والتنمية المستدامة".

ورغم الأزمة التمويلية والهجمات الحوثية الإرهابية على المنشآت النفطية، فإن السلطة الشرعية، بدعم شركائها الإقليميين، تعمل على تعزيز الاستدامة والتوجه نحو التنمية بدل الإغاثة.

2. الشجاعة السياسية

قبول الرئيس العليمي رئاسة مجلس القيادة الرئاسي في ظل الظروف الراهنة دليل على شجاعته السياسية. هو قائد يضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار، وعنده الإرادة لاتخاذ القرارات الصعبة والجريئة التي تُعلي المصلحة العامة.

الرئيس العليمي من القيادات الأمنية البارزة التي واجهت تحديات كبيرة، مثل نجاته من تفجير مسجد النهدين في 2011. شغل عدة مناصب حساسة، منها نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، ونائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية، ورئيس اللجنة الأمنية العليا مما أكسبه قراءة ثاقبة وخبرة استثنائية.

3. الحيادية والعدالة

يحافظ الرئيس العليمي على التوازن بين مختلف الأطراف داخل مجلس القيادة الرئاسي، ويعمل على تحقيق التوافق والانسجام دون الانحياز لأي طرف. يشجع التشاركية في إدارة شؤون الدولة مما قلل استفراد أحزاب بعينها بالسلطة مقارنة بالأنظمة السابقة. وله توجه حقيقي لنقل الصلاحيات للسلطات المحلية لتعويض ضعف الأداء المركزي للحكومة.

لكنه ليس حياديًا مع الحوثيين، حيث يؤكد أن المعركة هي بين الجمهورية والإمامة بثوبها الجديد، بين الحرية والعبودية، وأن الحياد تجاه ممارسات الحوثيين يُعد خيانة لتضحيات الشعب اليمني، بحسب قوله.

4. مهارات التفاوض والإقناع

أظهر الرئيس العليمي مهارات خطابية متميزة في لقاءاته الدولية، حيث نقل بوضوح مشكلات اليمن ومواقف السلطة الشرعية. نجح في تفنيد مزاعم الحوثيين وكشف ارتباطهم بمشروع إيران التوسعي، مما عزز الدعم الدولي للشرعية.

5. الحس القيادي والقدرة على التحفيز

الرئيس العليمي ليس مجرد سياسي، بل ملهم لكثير من اليمنيين. مبادر ويدعم كل فكرة إبداعية ومبدعة وحريص على تنفيذ المبادرات الإيجابية مثل تعزيز اللامركزية في الحكم وتمكين السلطات المحلية. كما يشجع المشاريع التنموية التي تخفف معاناة الشعب.

6. التفكير العملي وحل المشكلات

يعتمد الرئيس العليمي على التفكير العملي في وضع حلول قابلة للتطبيق. قدم موجهات اقتصادية مهمة لإنعاش الاقتصاد، ويتابع إجراءات الحكومة في تنفيذ مصفوفة الإصلاح وفي معالجة تقلبات الأسعار وفق خطط علمية وواقعية.

7. الشفافية والمصداقية

يتميز الرئيس العليمي بالشفافية والمصداقية. يسعى لتحصيل الدعم اللازم لتسيير الدولة، ويعبر بصراحة عن التحديات التي تواجه الحكومة. تصريحاته المتزنة تُظهر التزامه بتحسين معيشة الشعب بعيدًا عن الاستعراض أو المزايدات.

8. إدارة التنوع

يدير الرئيس التنوع اليمني بمهارة، جامعًا بين التعددية السياسية والاجتماعية. يعمل على تعزيز قيم التسامح والتعايش، مما يُسهم في بناء أرضية مشتركة بين مختلف الأطراف والمشارب المؤمنة بالدولة وثوابتها.

يرى العليمي أن الوحدة قائمة على احترام التنوع، ويشجع على خطاب أكثر شمولية يعزز الوحدة الوطنية.

9. القدرة على بناء التحالفات

نجح الرئيس في تعزيز الاصطفاف الوطني، وأولوياته استكمال توحيد القوات المسلحة تحت قيادة وزارة الدفاع، وتأمين المساعدات الدولية لدعم الاستقرار الاقتصادي، مما يعكس قدرته على بناء تحالفات داخلية وخارجية قوية.

10. الصبر والثبات

يدير الرئيس الوضع اليمني المعقد بصبر وثبات، متحملًا ضغوط الحرب والانقسامات. يركز على تحقيق أهداف استراتيجية مثل السعي لإعادة تصدير النفط وحمايته، وتوحيد النظام المصرفي، مع الالتزام بالحلول السلمية أو العسكرية لإنهاء الانقلاب.

ختامًا

الرئيس العليمي هو ممثل شرعي يحظى بثقة داخلية ودولية. استطاع بتوازنه وثباته أن يثبت دعائم الدولة في ظل ظروف معقدة، ويُبقي اليمن على طريق استعادة مؤسساته وإقامة السلام.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يحتاج اليمنيون للالتفاف حول قيادة قادرة على مواجهة التحديات بعقلانية وثبات. الرئيس رشاد العليمي يقدم نموذجًا نادرًا للقيادة في ظروف الحرب، وهو الأمل الحقيقي لإنقاذ اليمن والانطلاق نحو مرحلة من البناء والتنمية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي