غدًا العيد الثاني والستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٥ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٧ مساءً

 

عيدٌ سبتمبري مجيد.. أتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى قيادة السلطة الشرعية ممثلة بالأخ الدكتور رشاد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي وإخوانه، ومن خلالهم إلى الشعب اليمني العظيم..

غدًا العيد الـ(62) لثورة (26) سبتمبر الخالدة.. أعاده الله على الشعب اليمني وقد تخلص من (نكبة) الواحد والعشرين من سبتمبر (مخلَّفة الإمامة البائدة)!

26 سبتمبر هو تحرير الأرض من ماضي الإمامة البغيض، ومن كل مخلفات لاحقة!

أصحاب نكبة (21) سبتمبر متمردون نهبوا واغتصبوا الدولة ومؤسساتها ولم يكتفوا! بل تطاولوا ويريدون تزوير أهداف الثورة من وحي خيال زعيمهم المريض! لا يستحون ولا يخجلون من سلوكهم وتصرفاتهم في عشر سنوات عجاف على شعبنا، يستخفون بعقول الناس ويسردون إنجازات ليست بإنجازات، بل محزنات؛ فلا حرية ولا استقلال، بل ازدادت أطماع الأخرين باليمن، وازدادت المجاعات، والمآسي وعلى جرمهم شاهدات.. عشر سنوات نكبات لشعب الحضارات!

وقبل أيام، اخترع زعيم عصابتهم (عبد الملك الحوثي) أهدافًا لنكبتهم، ظانًا أنها ستمر كما مرر استغلاله لغزة ومظلوميتها. فكل همه استهداف الثورة الأم (26) سبتمبر بالاتهامات، وبدائله الذي يطرحها على الشعب هالكات ومدمرات!

استيقظوا يا شعب اليمن، فقد فاق تجرؤ هذا الفتى كل الاحتمالات، ووجب التصدي له ولجماعته قبل مزيد من التأوهات والآهات! أفِيقوا وانهوا تلك الخزعبلات، فقد حان وقت انتهاء كل تلك النكبات!

وبعد هذا التمادي هذه الجماعة في منع الاحتفالات وتشكيكهم بثورة سبتمبر، وتأويلاتهم وافتراءاتهم، وكثرة الإساءة والتشويه للمكتسبات.. قررت أن أعيد عليكم وأذكركم بأهداف ثورتكم المباركة.. فالتحريف والتضليل والخداع يقتضي التذكير بالأهداف، وفقًا لما هو آت:

أهداف ثورة (26) سبتمبر:

الهدف الأول: "التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، وإقامة حكم جمهوري عادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات".

الحوثي ونكبته مصرون على استعادة الماضي البائد، ليُنصِّب (عبد الملك الحوثي) القائد الفرد المستبد المخول من عند الله. الحوثيون يسعون لإنهاء الحكم الجمهوري العادل وإقامة حكم ولاية الفقيه، وتثبيت السلالة وإعطائهم كل الامتيازات على حساب الشعب اليمني.. فهل تقبلون؟!

إذاً.. لا بد من الصحوة واليقظة يا شعب اليمن، وهبّوا للدفاع عن المكتسبات التي ضحّى من أجلها الثوار! الحوثيون خانوا الثورة والوطن، والخائن يُحاكم.. استيقظوا!

الهدف الثاني: "بناء جيش وطني قوي لحماية البلاد وحراسة الثورة ومكاسبها".

بعد نكبة الحوثي، وضع الجيش الوطني لا يُسر. البعض في البيوت، والبعض يعمل مع الحوثي، وبعض الوحدات لا تزال على العهد والوعد مرابطة. وبسبب الحوثي واعتداءاته، تشكلت تشكيلات خارج مؤسسة الجيش الوطني. والمفروض بعد أن تمّ استيعاب قادتها لا ينبغي أن تكون التشكيلات خارج الهيكلة، ينبغي سرعة الهيكلة في الجيش الوطني والأمن بحسب إعلان نقل السلطة، كي يتصدى الجيش الوطني الموحد لسُرّاق الثورة والدولة، ويستعيدها منهم، ويحافظ على المكتسبات.

وجب تذكير قواتنا المسلحة بأن الثورة والجمهورية وأهدافها تتعرض لمخاطر القضاء عليها وعودة الظالمين. نناشد القيادة تنفيذ الهدف الثاني من أهداف ثورة 26 سبتمبر، وعدم السماح لنكبة الواحد والعشرين من سبتمبر المضادة أن تنتصر.. هذا الهدف على المحك، وما هو واقع على الأرض يسيء لهذه المؤسسة الوطنية الكبرى!

مطلوب من جيشنا الوطني الحفاظ على الثورة ومكتسباتها، وعدم السماح بالانحراف عنها.. والتاريخ لا يرحم يا جنرالات البلد...

الهدف الثالث: "رفع مستوى الشعب اقتصاديًا واجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا".

لا يمكن رفع مستوى الشعب اقتصاديًا إلا بدولة مستقرة، بها مؤسسات تعمل، ومحمية بجيش وطني قوي، وتوزيع عادل للسلطة والثروة. وقد اتفق اليمنيون على معالجة هذه الجزئية في مؤتمر الحوار الوطني، لولا نكبة سبتمبر الحوثية.

الحوثي يتعمد تنفيذ كل مفردة في هذا الهدف بعكسها؛ فالاقتصاد منهار، والعملة تدهورت، والحوثي البادئ باعتماد نظام مصرفي مخالف وهذا لا يستقيم داخل دولة واحدة، والحوثي ينخر النسيج الاجتماعي، ويمارس المذهبية والطائفية، ويغير المناهج الدراسية الوطنية، ويغسل أدمغة الفتيان، ويغرس فيهم الكراهية والعنف..

لابد من مواجهة كل ذلك بالتعاون، ونشر قيم المحبة والفضيلة، وإعلاء الثوابت والقيم الوطنية. الحوثي يُخرّب التعليم ويضرب الحرية الأكاديمية بالصميم، عبر اعتماد ملازم التلقين، ومنح شهادات من الجامعات اليمنية لقادة الحوثين المتنفذين بالسلطة لا يستحقونها، لأنهم ببساط ليس لديهم شهادات أدنى.

على السلطة الشرعية وكل مؤسساتها أن تهتم بالتعليم المجاني (أساسي، ثانوي، جامعي)، وبناء المدارس والجامعات، وتوفير المناهج الناجحة والطاقم التعليمي المؤهل، وإشراك القطاع الخاص في المساهمة فيه، ورفع المستوى الثقافي بجميع أشكاله، والاهتمام بالمبدعين، وتوعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، وإبراز الممارسات الديمقراطية الناجحة.

الهدف الرابع: "إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل، مستمد أنظمته من روح الإسلام الحنيف".

إن التنمية الشاملة المستدامة في اليمن لا يكمن أن تتم إلا بهذا الهدف. فالقناعة بالديمقراطية في الحكم تخلق الاستقرار، الذي هو أساس التنمية. وتجربة الشهيد الحمدي تثبت ذلك، حيث بلغ المجتمع الديمقراطي التعاوني ذروته في عهده.

الحوثي يمارس التجويع، والجبايات، وقطع رواتب الناس، ويحتكر السلطة والتجارة، ويحرم المواطنين من حقوقهم إلا الذهاب للجبهات للموت. ولا يتحقق العدل إلا بالتوزيع العادل للسلطة والثروة، وهذا الهدف العظيم محصن بالدستور وروح الإسلام، الذي يحرم الغش والفساد والرشوة والمحاباة والاحتكار.

الهدف الخامس: "العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة".

ما أحوجنا إلى الاصطفاف والوحدة تحت سقف أهداف الثورة اليمنية والدستور، وما أعظمنا إذا لم نتخلَ عن عمقنا العربي.

الحوثي قفز إلى الدائرة الفارسية بما يناقض هذا الهدف، وعليه التراجع إلى يمنيته وهويته الوطنية، لا استيراد هوية فارسية وفرضها على مجتمعنا. وعلى السلطة الشرعية وكل قواها مقاومته حتى يعلن تنصله عن إيران!

الهدف السادس: "احترام مواثيق الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والتمسك بمبدأ الحياد الإيجابي، وعدم الانحياز، والعمل على إقرار السلام العالمي، وتدعيم مبدأ التعايش السلمي بين الأمم".

هذا الهدف ملتزمة به الشرعية، ولذلك تواجه الضغوط باعتبارها سلطة دولة معترف بها.

اليمن جزء من الوطن العربي ولا ينفصل عن العالم، ويملك موقعًا استراتيجيًا على طريق التجارة العالمية بين الشرق والغرب. الحوثي يضع هذا الهدف تحت قدمه، ينتهك كل القوانين والقرارات الدولية ومنحاز لإيران، ولا يجنح للسلام، ويقوم بالقرصنة في البحار.. لقد أصاب هذا الهدف في الصميم.

على السلطة الشرعية في العيد الثاني والستين أن تنتصر لأهداف الثورة، وتستعيد الدولة، وتحاكم الخونة المتمردين. وكل عام والجميع بخير!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي