بين مطرقة ترامب وسندان هاريس: العالم العربي في الظل

صفوان سلطان
الخميس ، ١٢ سبتمبر ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٦ مساءً

 

مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يُطرح السؤال الدائم حول تأثير هذه الانتخابات على العالم العربي. في ظل الصراع السياسي بين المرشحين المحتملين، دونالد ترامب وكامالا هاريس، يبدو أن العالم العربي يجد نفسه بين مطرقة التجاهل وسندان الانحياز. ما يظهر بوضوح أن كلا المرشحين يركّزان بشكل كبير على مصالح أمريكا وإسرائيل دون إيلاء اهتمام حقيقي للقضايا العربية أو الحروب الدائرة في المنطقة.

 

 

 

ترامب: سياسة انحيازية وإهمال للعرب

 

منذ تولي ترامب الرئاسة في عام 2016.

 

 

 

اتسمت سياسته الخارجية بالانحياز الواضح لإسرائيل. كان ذلك جلياً في قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، معترفًا بها كعاصمة لإسرائيل، وهو ما أدى إلى إشعال موجة من الغضب في العالم العربي. إضافة إلى ذلك، دعمه الكامل لخطة السلام التي أطلق عليها "صفقة القرن"، التي تجاهلت حقوق الفلسطينيين ولم تقدم حلاً عادلاً للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

 

 

 

تصريحات ترامب كانت في الغالب تتجاهل القضايا العربية الكبرى. ففي أوج الحروب في سوريا واليمن وليبيا، لم يُظهر ترامب أي نية للتدخل أو محاولة لحل النزاعات. كانت أولويته واضحة: حماية مصالح أمريكا في الشرق الأوسط وتعزيز التحالف مع إسرائيل للحصول على دعم اللوبي اليهودي القوي في الولايات المتحدة، الذي يلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على نتائج الانتخابات.

 

 

 

هاريس: توازن ظاهري وانحياز باطني.

 

 

 

كامالا هاريس، من جهتها، قد تبدو أكثر تعاطفًا في ظاهر خطابها، لكن سياستها ليست بعيدة عن الانحياز لإسرائيل. ورغم أن هاريس حاولت التحدث عن "حل الدولتين" في القضية الفلسطينية، إلا أن تصريحاتها ودعمها لإسرائيل في الكونغرس تُظهر انحيازًا واضحًا. خلال فترة عملها كنائبة للرئيس بايدن، أبدت دعمًا قويًا للحكومة الإسرائيلية، خاصة في النزاعات العسكرية مع غزة.

 

 

 

هاريس، على غرار ترامب، لم تقدم أي خطة واضحة أو حلول للأزمات العربية المعقدة. ورغم أن خطابها أكثر دبلوماسية، إلا أن سياساتها تظل محصورة في إطار تعزيز العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية. هذه الاستراتيجية تهدف في الأساس إلى الحفاظ على الدعم الانتخابي من اللوبي اليهودي، دون أي محاولة جادة لمعالجة قضايا العرب.

 

 

 

 

 

تجاهل القضايا العربية.

 

 

 

من اللافت أن كلاً من ترامب وهاريس لا يقدمان رؤية واضحة للتعامل مع القضايا الحيوية في العالم العربي. فالصراعات في سوريا، اليمن، وليبيا، وتنامي الأزمات الإنسانية في المنطقة، يتم تجاهلها بشكل شبه كامل. في الوقت الذي تحتاج فيه المنطقة إلى دعم سياسي ودبلوماسي من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، يتضح أن كلا المرشحين يفضلون التركيز على السياسة الداخلية الأمريكية وعلى علاقتهم بإسرائيل من أجل كسب المزيد من النفوذ في أروقة السياسة الأمريكية.

 

 

 

 

 

اختصارًا.

 

بين مطرقة ترامب وسندان هاريس، يجد العالم العربي نفسه في وضع صعب، حيث يتم تجاهل قضاياه بشكل صارخ في السباق الانتخابي الأمريكي. يُركّز المرشحون على تأمين مصالحهم الانتخابية في الداخل الأمريكي، من خلال تعزيز التحالف مع إسرائيل وكسب دعم اللوبي اليهودي، بينما تظل مشاكل العالم العربي بعيدة عن أولوياتهم السياسية.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي