إن نضالات الشعوب وتحرير الأوطان وانتصاراتها ينبغي أن يوضع أمام أعين قياداتنا ، وهي تتصدى للحوثي-الإيراني !
فرنسا نموذج فريد وملهم ومشابه في بعض تفاصيله للحالة الراهنة في اليمن!
فهي محل استلهام للاستنساخ.. والاقتداء والاهتداء بقائدها.. مهم جداً للانتصار السريع، فقائد التحرير "ديغول"، قاد التحرير من الخارج، هذا فقط رد على من يستبعد تحرير اليمن ، طالما بعض قادة السلطة الشرعية يمكثون في الخارج لبعض الوقت !
وأتمنى أن يدرس الرئيس العليمي تجربة الجنرال (ديغول) بكل تفاصيلها ويستنبط منها الملائم ظروفنا ومعطياتنا ومحيطنا، بطريقة إبداعية حتى إستكمال تحرير المتبقي (المغتصب) تحت سيطرة الحوثي-الإيراني.
إن بطولة وشجاعة وحكمة وحنكة الجنرال "شارل ديغول"، مشجعة جداً للاستئناس بها، واستخدامها بكل ثقة ضد المحبطين والمثبطين وما يسمون أنفسهم بالواقعيين -وهم حقاً- المستسلمين!
انتصار "ديغول"، تجربة فريدة، وقصة نجاح، لأي قائد شعب، يريد أن يحرر بلده، ويستعيد دولته ومؤسساتها ومعسكراتها المغتصبة!
الجنرال "ديغول" قاد التحرير من الخارج، ودُعمت شرعية سلطاته من قبل مقاومة بلده، ومن قبل قوات الحلفاء، وفي هذين العاملين حقق النصر العظيم؛
ورئيسنا موجود على الأرض كما إنه يتواجد في الشقيقة الكبرى الداعمة للشرعية، بإنشاء تحالف عربي ، والمتعهدين بدعم السلطة الشرعية حتى استرداد كل شبر اغتصبه الحوثي من أرض الجمهورية اليمنية!!
القائد البطل الزعيم الفرنسي "شارل ديغول"، مؤسس الجمهورية الخامسة، ورئيسنا إن شاء الله على يديه ستؤسس الجمهورية الاتحادية الرابعة!
والرئيس العليمي قَبِل المسؤولية ليس كحاكم وإنما كمنقذ، ليدير باقتدار مرحلة انتقالية جديدة، يستعيد بها الدولة ومؤسساتها، وينهي الانقلاب ويؤسس الجمهورية الاتحادية الخالية من أية جمل أيدلوجية للحوثي الكهنوتي المتخلف!
البطل "ديغول" قاد اللجنة الفرنسية للتحرير الوطني. رفض الاستسلام الذي طلبه "فيليب بيتان" من ألمانيا النازية، وأطلق -من الخارج- من لندن نداء 18يونيو1940 الذي دعا فيه الشعب الفرنسي إلى المقاومة والانضمام إلى القوات الفرنسية الحرة.
الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية يقود الجيش الوطني وكل التشكيلات الفاعلة والمقاومة الشعبية!؛ يرفض سياسة فرض الأمر الواقع. ويرفض هو وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، الاستسلام لإملاءات واشتراطات الحوثي المنقلب، ويرفض أية تسوية سياسية مع المنقلب لا تلبي المرجعيات الوطنية والدولية، التي تنهي الانقلاب وتعيد الدولة والمؤسسات والسلاح والسلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء!!
الجنرال حُكم عليه بالإعدام غيابياً من قبل نظام (فيشي) المتعاون مع النازيين، وسحبت جنسيته، ولكنه سعى ليجسد شرعية فرنسا الحرة. لم يكن مسيطراً إلا على بعض المستعمرات ولكنه حصل على الاعتراف به من قبل المقاومة الفرنسية، وحظي بدعم (تشرشل) ، رئيس وزراء بريطانيا.
الرئيس العليمي لا يلتفت لإجراءات الحوثي ضده، وهو يقود السلطة الشرعية ومؤيد من اصطفاف وطني واسع وعريض، ومدعوم مادياً وعسكرياً من قبل دول التحالف العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية؛ والشرعية برئاسة "العليمي" بحمد الله معترف بها من كل دول العالم باستثناء إيران الداعمة للحوثي المنقلب. العليمي تعهد بقيادة الشعب اليمني لتحرير ما تبقى، وهو الأقل.. إذ أن ثمانين بالمائة من الأرض قد حررت وهي تحت سيطرة السلطة الشرعية!
ديغول.. " عمل بمساعدة تشرشل، من المنفى وأصبح زعيما "الفرنسيين الأحرار"، فعمل على جمع الضباط والجنود الفرنسيين الرافضين للاستسلام تحت لواء "القوات المسلحة"، ونجح في إقناع مستعمرات فرنسية بالانضمام إلى معسكر الحلفاء، وفي عام 1941 شغل ديغول منصب الرئيس المنفي والمعترف به من طرف الحلفاء".
العليمي.. يعمل بمساعدة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، ومستضاف هو وكافة مسؤولي الدولة يتواجدون في أراضي المملكة، والمملكة متعهدة بدفع كل الالتزامات الضرورية الحتمية للدولة، ليس ذلك فحسب، وانما أسهمت في تحرير الجزء الاكبر من الجمهورية اليمنية، وحريصة كل الحرص على ان تكون الدولة وكافة مؤسساتها متواجدة في اليمن، في العاصمة المؤقتة عدن.. ويعمل الأخ الرئيس من لحظة تشكيل مجلس القيادة الرئاسي على هيكلة الجيش والامن بحسب اعلان نقل السلطة، ومستمر في التهيئة والإعداد لإدارة معركة واحدة في كل الجبهات المفتوحة حتى استعادة العاصمة صنعاء وباقي المحافظات الي لا تزال مغتصبة من قبل (الحوثي -الإيراني).
في عام 1942كلف ديغول "جان مولين" بإنشاء المجلس الوطني للمقاومة في فرنسا، وذلك بمشاركة كل القوى الوطنية الرافضة للاحتلال النازي -بما في ذلك الأحزاب السياسية والنقابات وحركات المقاومة- من أجل تنسيق القتال وتحرير الأراضي الفرنسية. وتمكن ديغول في مدّة لم تتجاوز (4) سنوات من رسم طريق المقاومة واستعادة الاستقلال الفرنسي.
في عام 2022، تم تشكيل مجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس العليمي، مضى من الوقت سنتين ونصف؛ ومنذ التشكيل والاخ الرئيس يعمل على توحيد وقيادة الصف الوطني بأحزابه ومكوناته المدنية وقواه الفاعلة على الأرض-عبر هيكلتها في إطار مؤسسات الجيش الوطني وأجهزة الأمن-، وإن شاء الله سنسمع قريباً سقوط الحوثي وعودة الدولة، وذلك من خلال دعم انتفاضة وشيكة الحدوث في مناطق سيطرة الحوثي.
ومن أقوال الزعيمان:
الجنرال قال: " "أيها الفرنسيون، لقد خسرنا معركة ولكننا لم نخسر الحرب، وسوف نناضل حتى نحرر بلدنا."؛ "إن شعلة المقاومة الفرنسية لا يجب أن تنطفئ، ولن تنطفئ".
الرئيس العليمي قال: " إن القسم الدستوري، والعهد الذي قطعناه مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي لأبناء الشعب شمالاً وجنوباً بالسير على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني، خلال المرحلة الانتقالية وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي..." وقال: " إن القسم الدستوري الذي اديناه انا واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي يلزمنا العمل من اجل جميع اليمنيين في الشمال والجنوب، وعلينا الا نسمح باستنزاف قدراتنا في نزاعات بينية، وان نعمل على تحصين جبهتنا الداخلية، وفاء لتضحيات شعبنا وقواتنا المسلحة، والمقاومة الشعبية، واشقائنا الاوفياء الذين سالت دماؤهم دفاعا عن قضيتنا، وحريتنا وكرامتنا".. ووعد الرئيس العليمي بالاجتماع في نهاية المطاف في صنعاء؛ "وفاء بوعد السلام، وإنهاء الانقلاب، وإعادة الاعتبار للهوية الوطنية، وترسيخ انتماء اليمن إلى حاضنته العربية.. وتعهد أيضاً: " ...، بألا نعمل فقط على تشارك القرار، والتخطيط والتنفيذ على مستوى القمة، ولكن ايضا نقل السلطة وتفويضها للمحافظات، والمديريات وفقا لأفضل الممارسات، والمعايير ذات الصلة."
إن ذاكرة باريس حكت لنا أن فرنسا وجّدت لحظة أزمتها رجلاً استطاع أن يجعل من إرادته رمزاً لإرادة الوطن، ومن حضوره بديلاً عن غياب شعبه، ومن تمسكه واصراره انشاءً جديدا لسلطة دولة غير تلك التي رضت بالهزيمة وتعايشت معها!
حاضرنا اليمني يخبرنا بأن لدينا رئيس متسلح بالعلم والخبرة والمعرفة والعلاقات التي تمكنه من تكرار نموذج ديغول.. نتمنى عليه أن يسجل لأجيالنا القادمة ذاكرة تحرير وانتصار على الإمامين وانقلابهم!
إن ذاكرة " باريس" فيما تحكيه لنا عن دور رجل " شارل ديجول" رغم البعد عن الأرض والشعب، تبعث فينا الأمل في أن يفعل الرئيس العليمي الأمر ذاته!
رئيسنا مؤهل لعمل مقاربة وتركيب معادلات آنية وحلّها اختزالياً وتشخيص متغيراتها الداخلية والخارجية، وأعلم انها معقدة ومتشابكة، لكني اثق بقدرة الرئيس على فحص الدور الخارجي والعوامل الذاتية المتراكمة-قد نشرحها لاحقاً-؛ لكن هنا أجزم أن للخارج دور محوري في صناعة أزمتنا اليمنية، وعليه لابد من وضعه جنباً إلى جنب مع العامل الداخلي. لأن كلا العاملين فاعل فيها، وكلا العاملين واصل إلى العمق في تراكماتها، وهما بطلان أساسيان فيها..
والرئيس ها هو يتحرك ويعمل، و عليه ألا يغيب عليه أبداً في كل لحظة حضارة اليمن و تاريخه و موقعه الجغرافي وتكالب الخارج للانقضاض عليه، خصوصاً إيران.. هذا كله جعل الإيرانيين يصدّرون لنا آلة الموت والقتل ولا مفر إلا بالتصدي لأدواتهم، دون تردد أو إبطاء أو تلكأ.
أخي الرئيس، وأنت تخطط وتقرر، ينبغي ألا يفوتك أن قدرات السلطة الشرعية أعلى بكثير مما تقوم به على الواقع، وإذا استمرت بما هي عليه، ستصل حتماً إلى حافة الانتحار والاستسلام، وهو لا لزوم له أبداً.. فغاية الرجاء ألا تكون القرارات إلا بما يناسب القدرات، لا اقل ولا أكثر، ويقيني حتماً الانتصار!
وحذار أخي الرئيس من التقليل بالعامل الخارجي أو التغافل وعدم اليقظة، فلا شك أنك تدرك أن الخصوم مستعدين مرات لقتل اليمنين، فالتغافل سيكثر منا القتل، وبالإمكان بالمبادرة والمبادأة توفيره.. والركون للخارج فقط هو تغافل وهروب من المسؤولية وسيوصل السلطة الشرعية لحافة الانتحار بأقدامها لأنها تغافلت واهملت وتراكنت!!
ومعلوم أن إيران تدخلت باليمن بالسلاح، وهو مشهود، ويستحيل انكاره.. فكانت الأكثر جرأة في التدخل في اليمن، فقد مدّت الحوثي بالسلاح والتدريب والخبراء؛ وهدف تدخلها معلن، ضم العاصمة صنعاء كرابع عاصمة عربية إلى ياقتها الفارسية.
والعامل الداخلي رغم تعقيداته. .إلا أنه بعقل وتصرف القائد الحكيم يمكن تجاوزه، لو صدقت النوايا والسرائر، ومُحيت تراكمات الماضي واستحضاره كلما انتقلنا لوضع أحسن قليلاً.. صدقني اخي الرئيس أن هذا التأخير في الحسم ما كان ليحصل، لو كانت كل القوى التي اصطفت بالضد من المشرع الحوثي-الإيراني، ما قررت أن تقف في محلّها.
أخي الرئيس الشعب اليمني كما تعلم عظيم، رغم انه مكلوم ويصيبه بعض إحباط مما يرى.. إلا أن المستقبل يولد في قلوبهم، ومن قلوبهم إلى عقولهم، ومن عقولهم إلى إراداتهم. ومن ثمّ، فإن إرادة الحياة ستتصدى وستتغلب على إسراف الحوثي بالقتل، وهذه المعطيات ينبغي ان تكون الزاد لقادة السلطة الشرعية على تخطي مزالق الانتحار.
إن عشر سنوات من التضحيات والصمود كافية، لتؤكد على أن الشعب اليمني عصي عن الانهزام؛ بل استطاع بصبره وتحمله تعرية الخصوم في وحشيتهم وجرمهم وطمعهم وعقيدتهم وولاءهم لإيران، وفي تحويل الناس فقط للجبايات دون تقديم أية خدمة للناس.
فلتكن يا رئيسنا العليمي "ديجول" اليمن.. رتّب الأوراق والخطط واستحضر الحضارة والتجارب الناجحة، واعمل ليل نهار على الحفاظ على الشراكة والتوافق واستيعاب المعارضين للحوثي وابني علاقاتك الدولية القائمة على مصالح اليمن، وضع الكفاءات في موقعها، ولا تلتفت للمشككين وامضي بعزيمة، وستنتصر بحول الله، وستكون مهندس الجمهورية الرابعة كما كان ديغول مهندس الجمهورية الخامسة لفرنسا؛
كن كذلك، ولديك القدرة والغلبة، وانجح كما نجحت في أنصاف المظلومين من تسعينات القرن الماضي -ثلاثون عاماً حتى جئت وانصفتهم بدفع رواتبهم مؤخراً- ، تسلح بخبرتك واستخدم عقلك وسترى النصر يأتي اليك طواعية أو بالقوة!!
فواجه الواقعية بخبرتك السياسية وأعصابك التي تتعاطى مع كل شيء ولا تتجاوز الحدود والضوابط والخطوط الحمراء!! والسلام عليكم ورحمة الله..
-->