هاني الشيباني، فنان مبدع من صنعاء، كان للفن والموسيقى حضور دائم في حياته منذ نعومة أظفاره. نشأ هاني في حارتنا العريقة على شارع العشرين في منطقة هائل بصنعاء، حيث كنا نراه باستمرار حاملاً بيده العود أو الجيتار، مشبعًا بحب الموسيقى وشغف الإبداع. لم يكن الفن بالنسبة لهاني مجرد هواية أو نشاط جانبي، بل كان جزءًا من هويته وكيانه، وطريقة يعبر بها عن مشاعره وأفكاره.
على مر السنين، تطور هاني ليصبح فنانًا متميزًا يحمل رؤيته الخاصة التي تنبض بروح التجديد والابتكار. ورغم التحديات العديدة التي واجهها في رحلته الفنية، إلا أنه لم يستسلم ولم يتراجع. بل استمر في تطوير مهاراته وصقل مواهبه، رافضًا أن يتبع السائد والمألوف. كان يسعى دائمًا إلى خلق شيء جديد ومختلف، يجمع بين التراث الموسيقي اليمني والأنماط العصرية الحديثة.
ما يميز هاني الشيباني هو قدرته على تحويل تجاربه الشخصية ورؤيته الفلسفية إلى أعمال فنية تلامس القلوب وتترك أثرًا عميقًا. أغانيه ليست مجرد ألحان وكلمات، بل هي لوحات موسيقية تعبر عن الروح اليمنية وعن التحديات والآمال التي يعيشها أبناء هذا الوطن. في كل مقطوعة يقدمها، نشعر بتفانيه وشغفه، ونرى بصمته الخاصة التي تميزه عن غيره من الفنانين.
وعلى الرغم من أن البعض قد ينتقد أسلوبه الفني أو يراه غير مألوف، إلا أنني أرى في هاني فنانًا سابقًا لعصره، يتمتع برؤية فنية فريدة تجعله قادرًا على التجديد والتطور بما يتماشى مع الذوق العصري. هو فنان يؤمن بقوة الفن في التأثير على المجتمع وفي نقل رسالة سامية.
هاني الشيباني هو أكثر من مجرد موسيقي، هو رمز للإبداع والتفاني، ويمثل الأمل لكل من يسعى لتحقيق حلمه بجهوده الخاصة. فنان جميل بروحه وحضوره، وصاحب فكرة وإحساس. ورغم التحديات والانتقادات، سيظل هاني مثالاً للفنان الحقيقي الذي يسير بثبات نحو تحقيق رؤيته، دون أن يتنازل عن مبادئه أو يساوم على فنه.
-->