أتمنى ألا أكون ممن إذا خاصم فجر!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٠ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ١١:٥٦ مساءً

 

 نسأل من الله ألا يكتبنا في خانة المنافقين، أي من الذين إذا خاصم فجر..

الحوثي وصل بمسيراته إلى عمق العدو الصهيوني، نعترف له بهذا الإنجاز بغض النظر عمن دعمه في ذلك..

 

 لقد نجح الحوثي في الوصول إلى قلب الكيان الغاصب، وأفزعه كما هو أفزع الأمنين في غزة منذ تسعة أشهر أو يزيد!؛ ووعد بالاستمرار، نشدّ على يديه لفعل ذلك،!

 

ونطالبه بعدم استفزاز الجيران أو استهداف اليمنيين..

فما قام به الحوثي هو أن حدد بوصلته باتجاه الكيان وهذا شيء رائع.. وطلبنا منه فعل ذلك منذ زمن؛ إذ قلنا له إن كان ولابد أن تحارب فأرسل كل ترسانتك بشكل كامل أو مجزأ نحو عمق الكيان الصهيوني، وسنكون شاكرين لك، وجنب اليمن والجيران أذاك، ولا زلنا عند هذا الطرح!؛

وهذا لا يعني أبداً تبييضاً لجرائم الحوثي وتشريعاً لإنقلابه، وبراءة له من الدماء التي تمّ سفكها في اليمن، بحرب عبثية!

وبعد بيان (سريع) بشأن عملية "يافا* المسيرة و" يافا" الموقع.. كثيرون شككوا وقللوا من استهدافه لعمق (تل ابيب).. نقول لهم.. بأنه قد أعلن وتبنّى، والكيان الصهيوني قد أعترف وتوعد بالرد؛ بل لقد رد..

فلا داعي للتشكيك أو التقليل أو الاستهانة.. ومن يشكك أقول له لا تفجر في الخصومة..

وفي الحقيقة كنا قد طالبنا كل الدنيا بمساعدتنا في انهاء انقلاب الحوثي ، ولا نزال في هذا من قَبْل طوفان الأقصى ، وأثناء العدوان الصهيوني على قطاع غزة وإعلان الحوثي الوقوف معهم دعماً واسناداً؛ وحتى بعد إن يستهدف المنشآت الحيوية داخل عمق الكيان.

ونعم! أيدنا تدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية؛ وللآسف لم يحققوا أهدافهم من التدخل لغاية الآن .. ولم يرفعوا الظلم والطغيان والاستعباد عن شعب اليمن ،فلا زال الحوثي منقلبا ومغتصبا للعاصمة ولقرار الحرب والسلم!؛

 ومازلنا نرغب ونتطلع لإنهاء انقلابهم واطلاق المختطفين وفتح الطرقات ورفع الحصارات وتحييد البنوك والوظيفة العامة، ونتطلع لليوم الذي يتصالح فيه اليمنيون ونذهب سويا لصندوق الانتخاب من دون استخدام قوة أو سلطة للتزوير أو التأثير على مسارها!

ويبدو أن مسيرة الحوثي لقلب "يافا"؛ قد جعلت (النتن ياهو) يؤجل زيارته لأمريكا، وقرر الرد.. وأول ضرباته كانت لبنى تحتية تخص الشعب اليمني في ميناء الحديدة.. وندين ذلك بأشد العبارت ..

واطالب السلطة الشرعية صاحية القرار السيادي ان يجتمع مجلس القيادة الرئاسي بصفة طارئة وأن يتقدم بطلب مستعجل لانعقاد مجلس الأمن الدولي، ليتحمل مسؤوليته في إدانة العدوان الصهيوني وحماية اليمن كونه يعيش حالة حرب ومحمي بالوصاية الدولية؛ والزام هذا الكيان بعدم استهداف العاصمة وباقي المناطق اليمتية!

وليعلموا ان الاستهداف الصهيوني يضر بالشعب اليمني وقد يخدم الحوثي ويبقيه..

 نُحذّر من ذلك وأطالب السلطة الشرعية التي أعترف بها أن ترفض هذا العدوان وتدينه؛ لأنه لن يقتصر على رؤوس الانقلابين، بل تدمير عاصمتنا التي نحب ونعشق. وكذا موانئنا وما تبقى من بنانا التحتية! ..

 

هذا (النتن) قرر الرد على اليمن، كدعاية لتغطية الهزائم التي مني بها من المقاومة في قطاع غزة؛

(النتن ياهو)؛ قد يستهدف عبد الملك الحوثي، بغرض تعميق الشرخ بين اليمنيين، وإدخال بعض اليمنيين في (مرّانيات) على غرار الحسينيات والكربلائيات!؛

.. وهنا اوكد انني ضد عدوان الكيان الصهيوني على بلدي، وحتى لو أدى تدخله لأنهاء الانقلاب.. فهو كيان مزروع غاصب ومحتل.. لا أقبل ان يستهدف من يعارضنا.. أرفض عدوانه وأرفض تدخله في شؤوننا الداخلية في اليمن.. هذا هو موقفي.. وينبغي رفع الصوت بمثله من كل الأطراف اليمنية!؛

على اليمنيين جميعهم تجاوز عدوان الكيان الصهيوني وتدارس الرد بشكل جماعي دون تفرد، وأن يستوعبوا ان العدوان الصهيوني المفروض يقرب، لا يبعدنا عن انجاز السلام واعتماد الحلول السياسية.. عليهم الذهاب للرياض والتوقيع على خارطة الطريق والجاهزة للتنفيذ!

إن استهداف الحوثي لــ "يافا"، لهو متغير نوعي كبير في الصراع العربي الصهيوني!؛ وبعد المسيرة والرد الصهيوني.. فإن إيران وباقي المحور هم على المحك؛ فإن لم يردوا وسريعاً فهم يهدون الكيان الصهيوني نصراً.. وهذا ما لا نرغب به وما لا نتمناه! خصوصاً بعد أن مرغت بهم حماس في قطاع غزة، وكان الكيان قاب قوسين أو أدنى من الانهيار!

 فيا أيتها الأطراف السياسية.. اليمن يتعرض لعدوان صهيوني.. وأمامكم مخرج قد أعدته المملكة العربية السعودية.. وما على الحوثي إن كان صادقا بمعاداته للكيان الصهيوني إلا أن يحافظ على الإنجاز، ويذهب ليوقع مع شركاء الوطن، خارطة الطريق.. ويبدأ الجميع بالتنفيذ!؛

والحوثي المفروض انه قد أعد العدة ونسق مع باقي المحاور للرد على الرد وحماية اليمن من التدمير.. فإن لم يكن قد نسق فما قام به هو مغامرة من المغامرات،تنضاف لمغامراته ويجب الا يتخد القرار منفزذاً!

لقد اسرف الصهاينة في القتل والتدمير والإبادة والحصار.. وتوسيع الصراع وحان الوقت للعالم بأن بتدخل بوقف عدوان الصهاينة على غزة، ويعترفوا بدولة فلسطينية كاملة السيادة والقرار!

 نحن مع من بقهر الصهاينة كما أقهرونا في غزة. نحن مع أي عمليات توقف العدوان وتجلب الصهاينة لتوقيع الاتفاق المطروح على الطاولة.. نحن مع من يغير معادلات المنطقة لصالح غزة وفلسطين ودولنا العربية.. ومن كائن من كان!

 الحوثي مطالب بإنهاء انقلابه، الذي مهما عمل لا نقر له به، وسنقاومه حتى ينهيه سلماً- وهذا ما نتمناه أن يستغل هذ الزخم ويذهب الى طاولة الحوار ويوقع على خارطة الطريق ويتم تشكيل حكومة تعبر عن كل اليمنيين ويترسخ موقف اليمن الدعم والمساند للقضية الفلسطينية؛

 وهنا أوكد على الدعوة المحدّثة من قبل مجلس القيادة الرئاسي في اخر اجتماع له ، حين خاطب مليشيات الحوثي بتحكيم العقل والتعاطي الايجابي مع المساعي الحميدة التي يقودها الأشقاء في المملكة العربية السعودية لإحلال السلام، ووقف نزيف الدم، وإعلاء مصلحة الشعب اليمني على أي مصالح أخرى،..،وتمكين اليمنيين من بناء دولتهم العادلة التي تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون.

فإن أبى الحوثي واغتر وتكبر وتغطرس.. فسنستمر بمقاومته حرباً بحرب من دون القبول بأية مساعدة من لكيان الصهيوني اللقيط!

 أختم فأحذر.. إن رد الكيان الصهيوني على يمننا وعلى أي فرد فيه ولو كان معادياً ومتنمرا ومنقلبا علينا، فهو مرفوض؛ فلسنا ممن إذا خاصموا فجروا!

واطالب الشرعية التي نحن منها وفيها؛ إن ترفض العدوان الصهيوني وأن تتصدي له، فهي مسؤولة عن كل اليمنيين.

النصر حليف غزة وفلسطين.. والشكر لمن يساند غزة بالنيران لوقف العدوان الصهيوني عليها.

الرحمة لشهداء فلسطين واليمن وكل شهداء الامة!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي