الله غالب وقعنا في الفخ!!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الجمعة ، ١٩ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً

 

طلع امامي فيديو حديث عن حضرموت وعدن وكان المحتوى رائع كتسويق لبلدنا، ومع الاسف تمر السنوات دون ان نحدث اثر او نستغل امكانيات اليمن السياحية. فهذه الايام مرحلة اجازات صيفية وبدل من ان تكن اليمن قبلة سياحة لابناء اليمن وللخليج والعرب  فقد اهدرنا فرص.  كثير من الاصدقاء من ابناء اليمن في المهجر اخذوا اجازتهم مع اسرهم الى تركيا او مصر وغيرها، وعندما اتحدث معهم فقد كان معدل الانفاق لاجازة اسبوع بين 2 الى  4 الف يورو لاسرة صغيرة فقط. 

واذا قلنا اسبوعين فنحن نتحدث عن اقلها 5 الف يورو في المتوسط مع الفنادق البسيطة والتذاكر مثلا لدولة قريبة منا في اوروبا. وعندما نكامل الرقم من 250 الى 500 الف اسرة يمنية كاقل تقدير في الاغتراب فالامر يكاد يصل الى حدود 2 مليار يورو نفقات للاجازات كاقل اسقاط احصائي حتى وان كانوا فقط اشخاص. واذا نظرنا للسياح من الخليج العربي كرافد اخر، و كان يمكن استقطاب الكثير منهم للسياحة في اليمن مع الاجانب او الاستثمار في الشواطئ اليمنية فيمكن الحديث عن رقم اكبر كتقدير مليون  شخص كسقف للسياحة اليمنية في البداية كمرحلة اولية.  نحن نتحدث عن 3 الى 4  مليون سائح يمني من الاغتراب وعرب واجانب كان يمكنهم الدخول الى اليمن في الصيف.

 ولذا فاليمن تخسر ليس اقل من 3 الى 4 مليار دولار سنويا من بند السياحة كاقل تقدير من دون احتساب السياحة الداخلية في الاجازات، والسبب لم نفكر بذلك او نهتم بذلك او نخطط لذلك ولا ننظر لذلك. مصر اليوم  تتحدث عن مايقارب من 14 مليار دولار ايرادات السياحة، والمملكة تتحدث عن 22 مليار دولار، والامارات تتحدث عن 44 مليار دولار، وهكذا دول المنطقة.  

اليوم ذهب فكري إلى احتياجنا لمبالغ ضئيلة هنا أو هناك. فكل سنة تتغير مدن ودول ونحن مع الاسف إلى الاسوء. اليمن تستجدي كل فترة وفترة دعم حتى لاتنهار وهذا لايتجاوز حتى مليار دولار، فمدينة واحدة مثل البندقية صغيرة تعداد سكانها أقل من 50 الف شخص تدخل أكثر من 20 مليار دولار في الدخل القومي  الايطالي في السنة  كما يتحدثون. بصراحة لقيت هذا المبلغ في البداية كبير اول ما طلع امامي قبل سنوات ولقيت مدينة مزدحمة، ولذا أخذت ورقة وقلم لكي احسبها لي أولا واقتنع. فلقيت انهم هم  هنا يتحدثون عن 100 ألف سائح يومي يعني الأمر 36 مليون سائح ومن يمشي في شوارعها وازقتها يدرك أن العالم انحشر هناك، واذا احتسبنا الرقم الاضعف فهو 20 مليون سائح وقلنا كل سائح انفق حق غرفة ليومين كمتوسط فنادق 2 و3 نجوم لأنه هنا يكون انفق 400 يورو متوسط يعني 8 مليار يورو، وأنا حسبت فقط يومين فمن يسافر إلى بلد ليومين الكل يسافر اسبوع اقلها بمعنى ثلاث اضعاف المبلغ المذكور، واذا نظرنا الى البندقية لأنه تحتاج بها مواصلات يومية بقوارب، ولو قلنا التذكرة اليومية ب 25 يورو يعني أصحاب القوارب سوف يأخذون 500 مليون يورو اي نصف مليار  غير الفسح الفرعية والتي المدينة مكتضة بها. واذا نظرنا للطعام فاقل شخص يصرف يومياً بحدود 50 يورو واكل عادي بمعنى أصحاب المطاعم يأخذون مليار الى اثنين  مليار دولار .  

 

وهناك الملاهي الليلية والخمارات والدنيا لاتتوقف هنا بسهولة يعني نفس المبلغ أي مليار يورو، واذا اشتريت تذكار كهدية لك ولطفلك أو زوجتك او اخوك فاعمل حسابك على 200 يورو كاقل تقدير اي بمعنى أصحاب المحلات سوف يأخذون من السياح 2 مليار الى 4 مليار يورو كمتوسط،  ومن المطار إلى داخل المدينة 10 يورو المواصلات العامة وهذا مجرد باص ولم احسب ايجار  باصات الماء أو تاكسيات الماء، بمعنى أقل تقدير 200 مليون يورو واكبر تقدير 364 مليون ورجعة سعهم أي 200 مليون أي 364، ولم احسب إلى الآن حركة المطار من الطيران وضريبة السائح 3 يورو ونصف وغيره، يعني 20 مليار يورو اجدها الآن قليلة رغم أنه رقمهم هم طرحوه. خلال السنة القادمة سوف يكون هناك تذاكر دخول للمدينة والحديث عن 10 يورو. 

 واخيرا ما اجمل أن نجد دولة تبني مجتمعها وكل جيل يضع بصمة للجيل القادم  ليكون كثروة تتراكم. هذه الثروة الهائلة التي تتحصل عليها الدول من السياحة تعود إلى أنها كانت نتاج بناء أجيال متعاقبة، ونحن نخلف لابنائنا وبناتنا عشوائية ومدن مخجلة  فوضى وصراع، وقالوا آيش الانجازات.

لايمكن نبني شيء على ماهو موجود لأنه لاشيء، لكن كان يمكننا نحاول نصلح المخا او غيرها كمدينة جديدة بنمط حضاري وبناء معماري سياحي وبناء قنوات تجعلها مثل البندقية لنا لكونها مريحة لتكون موطن القهوة ولسهولة بناء ذلك فيها.  لكن الجماعة عملوا كم زنج وكم لعفزة ومن علبة رنج، وقالوا المخا تنطلق وكل ذلك مضحك لأنه مجرد فوضى، دمروا الاراضي وصرفوها لشركات لاتمتلك شيء، وكان يمكن نظهر بها قوة وجمال التخطيط والبناء  اليمني بقالب حضاري يمني تجعلها تحفة للاجيال القادمة والمنطقة ولو تركونا نعمل مثل بقية البشر. لكن الله غالب وقعنا في الفخ.

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي