هل سلطنة عُمان دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي؟؛ نعم عضوا فيها !؛
ثمّ.. هل هناك اتفاقية دفاع مشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي؟؛ نعم! ووقعت في 21 ديسمبر، 2000!؛
وهذه الاتفاقية بالأصل عسكرية دفاعية من أي إعنتداء.. وأهم البنود فيها، الدفاع عن النفس بصورة جماعية، انطلاقاً من أن " أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها مجتمعة، وأن أي خطر يهدد أحداها إنما يهددها جميعاً" ؟؟!؛أبعد هذا خطاب يقال وأين عُمان منه؟!؛
ألم يصل عُمان بعد تهديد زعيم العصابة الحوثية الإرهابية ؟؛ والذي كان خطاباً متلفزاً أحمقاً وخالياً من اللياقة والاحترام، ولا يزال يكرر الكذب المقصود به الإساءة، حيث يكذب، بقول أنه صادر من السعودية !؛
ثمّ.. أقل شيء ممكن أن تفعله سلطنة عُمان، توقيف التسويق للحوثي الإرهابي بغرض الحفاظ عليه كقوة مؤثرة في المشهد اليمني..
عُمان.. كعضو عضوي في. مجلس التعاون الخليجي، يفترض منها بعد التهديد والكذب، تجميد الوساطة احتجاجاً على تهديد الحوثة لدولة عضو في مجلس التعاون الخليجي!؛ وإذا ما حمت الوطيس، فليغلقوا مكتب الحوثي بمسقط؛ وليُطرد رئيس الدجل والتضليل محمد عبد السلام ورفاقه من مسقط!؛
أما أن تكون (مسقط) مقراً دائماً له ولأتباع الحوثيين، ومنطلقاً لنشاطهم الاقتصادي، ولتحركاتهم السياسية.. فأعتقد أن ذلك خطأ! سياسي كبير؛
إن قبول عُمان أن تكون صنبور (ماء الحياة) لإستمرار بقاء الحوثة؛ ومتنفساً سياسياً واقتصاديا واعلامياً لقاداتهم.. فذلك يُعدّ مخالفاً للنظام الأساسي لمجلس التعاون الخليجي ولاتفاقية الدفاع المشترك، وللسياسة المنتهجة عمانياً منذ عقود ؛
والأمر الطبيعي في أن موقف سلطنة عُمان هو من موقف دول مجلس التعاون، والمعبر عنه في بياناته الصادرة ضد الحوثيين (وكلاء الفرس)، المهددين لأمن كل دول المنطقة.
إن تهديد الحوثي قد جعل مجلس التعاون وكل إرثه التاريخي واتفاقاته في محك حقيقي!؛ والمفروض أنه بعد هذه المدّة الكبيرة منذ إنشاءه، أن يكون المجلس قوياً مؤسسياً متجانساً، وذو قيمة على المستوي العربي والعالمي، وله وزنه الذي يحسب له ألف حساب!؛
وإذا ما انتقلنا إلى سلطنة عُمان والجمهورية اليمنية.. فسلطنة عُمان هي دولة جارة ومهمة للجمهورية اليمنية.. وبين الدولتين علاقة دبلوماسية؟؛ وعليه فكيف لعاقل أن يفهم هذا المزيج التناقضي بين الاعتراف بالسلطة الشرعية ووجود تمثيل دبلوماسي للبلدين، وبين أن تفتح مسقط مكتباً للحوثيين، وتستضيف العديد من قاداته واتباعه ؟؛اختارت لنفسها أن تكون بعيدة عن عاصفة الحزم، وبعد ذلك مارست الوساطة بين المملكة والحوثيين، بل واتخذت مواقف منحازاً للحوثي، وداعمة له، وربما علاقتها مميزة به أكثر من السلطة الشرعية؟!؛
ثم.. أتسأل .. أين سفير الجمهورية اليمنية بعُمان؟؛ وما دوره وما نشاطه؟ أوليس المطلوب من السلطنة الشرعية أن تطالب من سلطنة عمان بالتوقف عن تزويد الحوثي كل اسباب الحياة والبقاء، وأن تضبط حدودها وتمنع تهريب السلاح .. هذا إن أرد الجميع، حلاً للمشكلة اليمنية .. فمعلوم ومعروف أنه لولا سلطنة عمان ووساطتها ودعمها لكان الحوثي في خبر كان!؛
وكلنا يعلم أن سلطنة عُمان منذ نشأتها، متخذة سياسية النأي بالنفس من مشاكل وقضايا المنطقة؛
إلا إنها عند حدوث أزمة اليمن؛ اصطفت مع الحوثة وفتحت بلادها لهم، وأحتضنت الحوثيين (المنقلبين- المتمردين) ، كيف لها أن تعمل ذلك؟!؛ وهي من عانت من الميليشيات والجماعات المسلحة (المعارضة) ما عانت !؛ وعالجتها بحكمة السلطان (قابوس بن سعيد)، وهو الذي اتخذ سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية في البلدان الأخرى!؛
وبحسب الإحصاءات بأن هناك مظبوطات كثيرة ، قد ضبطت في المنافذ الحدودية بين اليمن وعمان ، تؤكد على ان السلطات العمانية إما متساهلة مع التهريب أو يتم التهريب بإرادتها ، إذ يصل الحوثي اسلحة عسكرية اغلبها تهريب ومصدر الأكثر منها عبر عمان؛ ليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً القيام بتهريب الأشخاص القياديين ذهاباً وإياباً.
فلقد رأينا العديد منهم في طهران يقيمون معارض بانتحال صفة تمثيل اليمن ، والتقوا (خامنئي) وبايعوه.. فمن أين وصلوا إلى هناك وكيف عادوا إلى صنعاء؟؛
ثم.. كذلك كيف يصلون الي روسيا وغيرها ويعودون؟؛ ثم لا ننسى الزيارات المتعددة للوفود العمانية، والمميزة دائما بكثرة العدد الذين يحملون جميعهم حقائب دبلوماسية إلى العاصمة صنعاء؟!؛
وها نحن بين فينة وأخرى ..نرى كتاب وسياسيين عمانيين يروجون للحوثي ويدعمونه.. وأخرها تصريح السياسي العماني (علي بن مسعود المعشني)،لأحد القنوات الفضائية ؛ حيث قال أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت عرضًا مغريًا لمليشيا الحوثي الإرهابية، لم تكن تحلم به على الإطلاق. وأدعى أنه كان في صنعاء قبل مدّة وتأكد كما قال من المسؤولين الذين قابلهم هناك، من أن أمريكا عرضت على المليشيات دفع المرتبات، وبسط نفوذها على كافة التراب اليمني، وإنهاء دور بقية الأطراف اليمنية، مقابل الانسحاب من ملف فلسطين، حسب زعمه.
ماهذا الهراء ؟ هراءه كهراء عبد الملك الحوثي وإعلامه من أن السعودية تشتكي من امريكا بأنها تمارس عليها ضغوط؟؛ ما هذا الاستفزاز ؟ وما هذا (الخبل الاستراتيجي) عند الحوثي وعند هذا (المعشنى) ؟؛
ثم يا كل هؤلاء ويا كل الناس ..أيصدق أحدكم ان الحوثي المنهك يتحدى أمريكا، والسعودية الكبرى بالمنطقة الرافضة للمشاركة مع الامريكان في حرب الحوثة؛ هي التي تخضع لضغوط أمريكية وتستجيب لها؟!؛
ثم.. هل اليمن يُقرّر مصيره فقط فيما إذا اتفق الحوثة وامريكا؟؛ ما هذا التخريف؟ واين تضحيات وتطلعات الشغب اليمني..؟؛ وهل سيقبل شعب اليمن الحوثة؟!؛ لا وألف لا.. أمانة كومة "خبل" عند عبد الملك الحوثي، وعند هذا الكاتب العماني، وعند كل الإعلام المروّج للحوثي وَحماقته؟!؛
ثمّ أي موقف لا يساوم عليه الحوثي يا أيها السياسي العماني ؟ نسألك.. من المستفيد،؟ يا هل ترى الحوثي من غزة أم غزة من الحوثي؟؛ كل اليمنيين يعلمون أنه لولا غزة ومظلوميتها لما استمر الحوثي بهذا التنمر والتوظيف والإستغلال؟!؛
أختم فأقول.. على الشرعية ودبلوماسيتها أن تنشط لإقناع سلطنة عمان بعدم جدوى استمرار فتح قنوات مع الحوثي، وتنبيه السلطات العماننية أن ذلك يؤثر على الجمهورية اليمنية؛ وأظنهم أنهم لا يرغبون بالأذية للجمهورية اليمنية، ولا بالإصطفاف كدولة لها تأثيرها في المنطقة إلى جانب ميليشات مسلحة معارضة، وقد اكتوت بنيران مثلها السلطنة سابقاً؛
وأعتقد أن سلطنة عمان لن ترضى ابداً بان يتطاول الحوثي على المملكة بالقول فما لكم لو قاموا بأفعال مؤذية مادية ضد المملكة، سيكون زوال الحوثي وتواجده في أرض عمان ، لا بل قد تنخرط عمان بشكل كلي مع المملكة..
وبرجا أن تكون سلطنة عمان مع محيطها؛فإن لم.. فلتحافظ على سياسة النأي بالنفس كما كانت عليها منذ عقود .. وهذا يلزمها اخلاقياً عدم دعم واستضافة الحوثيين، وتسهيل خروجهم وإعاذَدتهم لليمن بطريقة غير قانونية..
و أيضاً لنا رجاء ألا تكون السلطنة بمسؤوليها وكتابها وكل إمكاناتها، منشغلة بتسويق هذه الكائنات، أو بالتوسط لبقائهم.. وهم جماعة خارجة عن الدولة وعن القانون، ويمارسون الإرهاب في البر اليمني وفي الشواطئ وفي أعالي البحار.. وخميسكم وجمعتكم مباركة..
-->