تكاد قيم الفضيلة تختفي ومحاولات إغراق المجتمع بتفاهات جعلت القيم تندثر وأصبحت فقط كلمه تقال ، فالواقع لدى من يعيشه يختلف تماماً عن البعيد الذي لا ينغمس فيه ، واقع قاتم لا تجد فيه سوى عالماً مختلفاً من البشر لا يعرفون معنى لثقافة الفضيلة التي داسوها لكنهم يلبسون ثوبها ويتحدثون عنها ليل نهار على منابر المساجد وفي المناسبات والمعسكرات والمؤسسات لكن لا تجدها تجسد في أفعالهم .
نرى ونسمع كل الناس يدعون الفضيلة والشرف لكنهم يجهلون مكانه يرون بشر يعذبون الفضيلة كل اليوم ويجلدون بسياطهم كل من يمارسها ويحسبون أنفسهم زوراً حماة الفضيلة ..
بحثنا عن القيم الفاضلة لدى رجال الدين والسياسة والإعلام ورايت أفعالهم تخالف أقوالهم لا يحترمون الإنسان ولايقفون في وجه الظلم يرتلون القرآن وينشرون المواعظ " أتقوا الظلم " " من رأي منكم منكراً فليغيره بيده " الإعلام يدعوا لحرية التعبير وما أن يعتقل زميل يهتف بها يصمتون دهراً بإستطاعتهم جميعاً تغيير شيء لكنهم يتفرجون ويجيدون الخطابه ؛ رأيتهم يتاجرون بالعقول فقط لزراعة فسادهم بإسم السياسية وبإسم الدين .
بحثنا عنها داخل أروقة القضاء فرأينا ما يشيب فقد اختاروا قضاه همهم الدنيا نسوا أن قاضي في الجنة وقاضيان في النار ، واعدل القضاة من يحرص على تطبيق القانون ليس خوفاً من الله بل خوفاً ممن منحه المكان من قد يسلبه هذا المكان فلا همه انصاف مظلوم ولا تطبيق العقوبات ..
لا ننسى المجتمع الذي أصبح هو الآخر شريك في فساد الفضيلة لأنه يطلق على القاتل شجاعاً وعلى السارق ذكياً وبطل إذا احتاليت على الناس ولذا عندما تمعن في الواقع لا تجد قائداً يحارب من أجل قيم الفضيلة لأنه لو كان كذلك لساد العدل والرحمة والخوف ، لكن تراه يسلك طريق الظلم والتسلط و يتوحش ويبني حوله حاشيه من الوحوش واللصوص يرسلهم هنأ وهناك دون رحمة لجلب المال لايهمه حلالاً أم حراماً ومع هذا يجعل منه المجتمع بطلاً و زاهداً ويسمون الفقير سافلاً والطيب مغفلاً وطاهر اليدين بليداً ويقضون على ماتبقى فيه من شرف الفضيلة .
فالمجتمع شريك في جريمة ما يحدث وكلها تراكمات و ممارسات الفساد فالأب يتغاضى عن ابنه إذا رآه يختلس بعض النقود حتى سقي شجرة الفساد بداخله و كبرت و أثمرت هذه الثمار التي نرى .
السلطة في اليمن شمالا وجنوباً لو كانت تمارس الفضيلة تستطيع أن تهديك إلى الخير وتمنعك عن الشر وتؤدبك عن الصغيرة لكنها كلما رأت منك فساداً تسرع بتكريمك ومكافئتك و دربت جيشاً من الوحوش قتلوا فيهم قيم الفضيلة والمبادئ الوطنية.
إن الاخلاق الفاضلة هي الأساس لبناء جيل تقي ونقي ومن يتصور أن الحرام افضل من الحلال والكذب افضل من الصدق فقد أصبح قريباً من سلوك الشيطان .
وانه لا شرف حقيقي يناله الإنسان إلا ببذل الحياة و المال في خدمة الناس أما من يقضم حقوق الناس فهو يقتل الفضيلة ولا يدافع عنها ، فالنهب في عقله فضيلة و انتقاص الناس قوة وظلمهم عدل .. دافعوا عن قيم الفضيلة فهي حالة راقية يموت بها الإنسان ويرتقي وبدونها يصبح كوحشاً في الغابة ..
-->