الرئيسية > دنيا فويس > كارثة بيئية تطارد النازحين في رفح

كارثة بيئية تطارد النازحين في رفح

" class="main-news-image img

يمثل انتشار القوارض ومياه الصرف الصحي كارثة بيئية تطارد النازحين في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تعاني منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع من تكدس كبير للسكان وتهالك في الخدمات الأساسية. 

 

ووفق التقديرات الرسمية، فإن رفح تؤوي نحو 1.5 مليون نازح من مختلف مناطق القطاع، يتواجدون في مراكز الإيواء والخيام، في حين يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة، الأمر الذي يفوق قدرة مؤسساتها الإغاثية والصحية.

 

ورُصد أخيراً في المدينة انتشار القوارض ومياه الصرف الصحي، فيما تؤكد المؤسسات الإغاثية أن الوضع في رفح يفوق قدراتها التشغيلية، خاصة وأن الحرب تسببت بتعطيل العديد من الخدمات الرئيسية في المدينة.

 

ظواهر خطيرة 

 

وقال منسق الإعلام في بلدية رفح، محمد الداهودي، إنه "لوحظ في الآونة الأخيرة انتشار غير مسبوق للقوارض ومياه الصرف الصحي في مختلف أحياء وشوارع مدينة رفح"، لافتاً إلى أن ذلك بسبب الكثافة السكانية الهائلة.

 

 

وأوضح الداهودي، نقلا عن "إرم نيوز"، "أنه رغم سعي البلدية لمكافحة الظواهر البيئية الخطيرة في المدينة، إلا أن استمرار الحرب وتهالك المعدات يعقّد وضع حد لها".

 

وأضاف: "نفتقد للمواد الخاصة بمكافحة القوارض، إذ لم نحصل على أي منها منذ بداية الحرب على غزة، والبلدية تعمل بأدنى الإمكانيات، علاوة على أن جميع الآليات الخاصة بها متهالكة ولا تلبي الحد الأدنى من الخدمة".

 

وأشار الداهودي إلى أن "القوارض تهدد حياة السكان والنازحين، خاصة في ظل عدم القدرة على مكافحتها، كما أن انتشار مياه الصرف الصحي تزيد من أعدادها"، قائلاً: "العديد من الشوارع غارقة بمياه الصرف".

 

وتابع: "لدينا فقط عربتان للصرف الصحي، وفي ظل نقص الوقود لا يمكنها التعامل مع الكم الهائل من الشكاوى بشأن الشوارع ومراكز الإيواء التي تغرق بمياه الصرف الصحي"، محذّراً من خطورة ذلك على المدييْن المتوسط والبعيد. 

 

وحسب المسؤول المحلي، فإن "هناك مخاوف من انتشار أكبر للقوارض والحشرات مع اقتراب فصل الصيف، وعدم قدرة البلدية على مكافحتها في ظل قلة الموارد والإمكانيات الإغاثية"، مشدداً على ضرورة التدخل العاجل للحد من الكارثة.

 

مخاطر صحية وبيئية 

 

وفي السياق ذاته، أكد مدير مستشفى أبو يوسف النجار في رفح، مروان الهمص، أن "العديد من المخاطر الصحية والبيئية تهدد مدينة رفح؛ بسبب انتشار القوارض ومياه الصرف الصحي بشوارع المدينة ومراكز الإيواء

 

 

وأوضح الهمص،  لـ"إرم نيوز"، أن "الأمراض المعدية والأوبئة تنتشر بشكل غير مسبوق بين النازحين وسكان المدينة، وأن المراكز الصحية غير قادرة على التعامل مع الأعداد الكبيرة للمصابين بتلك الأمراض".

 

وأضاف: "ما نقدمه للنازحين لا يتعدى الرعاية الأولية، خاصة في ظل عدم قدرة المستشفيات على توفير العلاجات التي تمنع إسرائيل إدخالها للقطاع"، مبيناً أن الوضع سيزداد سوءاً خلال فصل الصيف. 

 

وتابع: "رصدنا انتشار الكثير من الأمراض المرتبطة بالتلوث والقوارض، ونبذل جهداً من أجل حصرها ومنع انتشارها، إلا أن ذلك صعب للغاية في الوقت الحالي بسبب ضعف الإمكانيات، واستمرار الحرب".

 

وطالب الهمص المجتمع الدولي بالعمل على إدخال المعدات الطبية اللازمة للتعامل مع الكوارث البيئية والصحية في القطاع، وتكثيف عمليات إنشاء المستشفيات الميدانية، التي يمكنها دعم القطاع الصحي المتهالك.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي